[رشيد الميموني]

طبعا حين نضع التلفزيون في خانة الإعلام جنبا إلى جنب مع الوسائل الأخرى المسموعة منها و المقروءة ، فإننا نعي جيدا ما تشكله هذه الوسائل من أخطار على المستمع أو القارئ أو المشاهد ، خاصة إذا كانت هذه العينة من الجمهور تنتمي إلى فئة الصغار التي تفتقد إلى المناعة الكفيلة بدرء الأخطار عنها .
ويشكل التلفزيون الحلقة الأخطر من بين هذه الوسائل لما يقدمه إلى المشاهد من وجبات جاهزة لا تحتاج إلى استخدام العقل كالقراءة مثلا ، مما يجعله متلقيا سلبيا فيسهل بذلك التأثير عليه وتشكيل شخصيته حسب ما هو مخطط .
والطفل حين يقابل التلفاز .. يكون كعجينة تنتظر من يصنع منها الشكل المبتغى .. ويكون بذلك عرضة لأخطار التقليد الأعمى دون التفكير في العواقب الوخيمة التي تنجم عن هذا التقليد .. كمشاهد القتل و السرقة و الاغتصاب والانتحار و القيام بأعمال بطولية خارقة تكون نهايتها مأساوية كما ورد في الأمثال التي ذكرتها أختي ناهد ..
(سأتوقف قليلا لأنشر ما كتبت قبل أن ينقطع النت .)
وهنا يبرز دور الوالدين و الأسرة بصفة عامة .. والخطأ كل الخطأ أن يترك الأحداث وحيدين قبالة شاشة التلفاز و ترك الحرية لهم في اختيار القنوات الفضائية .. وكلنا ندرك ما تعج الكثير من هذه الفضائيات من سموم و إباحية تحمل معاول هدم كل ثقافة أو مبادئ يعمل كل بلد يحترم ثقافته و هويته على الحفاظ عليها ..
المراقبة ضرورية و يجب أن تكون صارمة مع المرونة في التعامل مع الصغار .. ولا شيء أحسن من التواصل معهم والاستماع إليهم .. فكم من طفل قد يستغني عن التلفاز إذا ما وجد آذانا صاغية وعناية و إنصاتا من طرف الأبوين .. فغريزة الحب الأبوي تجعله يحس بدفء هذه العاطفة ويفضلها على القبوع ساعات و ساعات أمام التلفاز .. وربما كان هذا الإدمان على مشاهدة التلفاز تعويضا عن الحرمان من التواصل ..
تحيتي لك أختي ناهد و لكل من شارك و قرأ ..