رد: د. الشاعر محمد شادي كسكين في حوار مفتوح في صالوننا الأدبي
في مطلع فبراير 2007م وفي خضم الأزمة الفلسطينية الداخلية أقدم بعض أحفاد هولاكو على حرق وتدمير مكتبة الجامعة الإسلامية بغزة التي تخدم معرفياً حوالي 30000 طالب وطالبة هم فرقة طليعية متقدمة من جيش حربنا ضد سياسة التجهيل والأمية التي تضرب أطنابها تحت الأوضاع القاسية التي يخلفها الإحتلال والفقر والحصار! ولم أعرف ما جريمة الكتب والكلمات!
راسلت الدكتور الاستاذ محمد الريفي الأستاذ بقسم الإحصاء في الجامعة والذي كنت تشرفت بمعرفته في مناسبات سابقة وتحاورنا وكان القرار إطلاق حملة إعادة بناء مكتبة الجامعة الإسلامية تحت شعار" نرسل كتاباً ونحفظ أمة" ولأن غزة تحت الحصار ولأننا تحت سياسة التشكيك الدائم : أين تذهب التبرعات! قررنا أن تكون الحملة عبر إرسال كتاب - كان هذا مطلبنا فقط ومن أراد أن يزيد مالا فليفعل !
إنطلقت الحملة في الخامس من فبرايرو تجاوبت إدارة الجامعة وإفتتحت مراكز لإستقبال الكتب في عدة دول وكان للفاضلين القديرين : الأستاذ الدكتور محمد الريفي والدكتور إبراهيم حمامي وألاف الشباب والشابات والطلاب والمدونين والكتاب والمفكرين والمواقع الإلكترونية الفضل بعد الله عز وجل في إنتشار الحملة بشكل غير مسبوق .. كلما تذكرت هذه الحملة ونماذج البذل والعطاء تذكرت قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة"!
تبرع البعض بمكتباتهم الخاصة - إفتتح البعض وهن أخوات فاضلات بيوتهن مراكز لتجميع الكتب - تعهد أحدهم بعشرة كتب إسبوعياً ولمدة عام وكان يرسلها عبر البحر من أمريكا - أخذ الإخوة والأخوات يجولون في أحياءهم وأزقة حاراتهم ومنازل أصدقاءهم ليحدثوا الناس عن الحملة ... النماذج أكثر من أن تحصى ومن لا أعرفهم أكثر ممن أعرفهم وما ضرهم ذلك ما دام رب العباد يعرفهم ويثيبهم وما ضرهم عدم معرفتنا بهم ولا نشر أسماءهم ما دام ما صنعوه " نهراً جارياً" من الصدقات يصب في ميزان أعمالهم إلى يوم القيامة وليكون لهم في كل صنيع وإنتاج وإنجاز علمي أوأدبي أونضالي لكل طالب وطالبة منهم ولعموم قضيتنا نصيب لا ينتهي وإن إنتهت الأنفاس وغادرت الأجساد ونسي الناس فأنى لأعمال مثل هذه أن تنسى أو تزول!
بحسب ما صرح به الدكتور محمد الريفي كانت نتائج الحملة العالمية رائعة وأدت بحمد الله لمضاعفة كفاءة المكتبة ورفدها بعشرات الألاف من الكتب وعشرات أجهزة الحاسوب فلكل من ساهم وشارك الدعاء والإمتنان والإعتزاز.
|