عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 07 / 2010, 48 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

:sm163: (( وجع راس يا ابني وجع راس ! ))


:
:
:
:
:
كعادته في كل خطبة ... استشهد بالله .. وصلى على رسول الله ...
ثم " تنحنح " و لعن الشيطان واستغفر الله سبحانه على ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،
ونظر الى حشد المصلين دون ان يحرك رأسه ؛ يا للعجب ، فكأنه استعار
عينا حرباء بالغة ، مكنها الله مع بعض مخلوقاته بتحريك اعينها بصورة عجائبية
تستطيع من خلالهما رؤية كل الزوايا وبدرجات مختلفة ودون ان تحرك رأسها
يا سبحان الخالق فيما ابدع وصوّر .
المهم ، ان سيدنا ابتسم ابتسامة تنم عن رضاه على عدد المحتشدين ( المصلين )
الحاضرين منهم ؛ والسامعين ..! ثم نقر بأصبعه بضع نقرات على لاقط الصوت
" الميكروفون "وشنف اذناه ، ليتأكد ان مكبراته التي تعمل وفق نظام متطور
مفتوحة على جهات خمس - نعم خمسة - وانها تعمل بأعلى قدراتها لإصال
الصوت - صوت سيدنا - وبقوة خارقة لجدار الصوت ..!
فعلى الجهة الشرقية من مسجد مولانا ، هناك مسجد آخر لا يبعد اكثر من مسافة
70 ذراعا يابانيا ، سيدنا لا يعير إمامه اي اهتمام ، فهو شاب في مقتبل العمر ،
يتلمس الطريق نحو الإحتراف ؛ اي والله ، ما زال هاويا مقلدا تنقصه الخبرة .
هكذا يُسرّ لبعض مريديه ..!
اما الجهة الغربية فيقع مسجد " كبير " ولا يبعد هو الآخر اكثر من حوالي 110 اذرع هاشمية ؛
ولكنه يسبب القلق لمولانا بين وقت وآخر لأن عدد المصلّين فيه يتجاوز
ثلاث أضعاف المصلين خلفه ؛ يقول مولانا : " لولا موقف السيارات الخاص بذلك
المسجد لكان عدد المصلين فيه اقل بكثير " هي وجهة نظر نحترمها على كل حال ..!
اما في الجهة الشمالية ( يا ويلتاه ) ... هنالك مسجد ثالث إذا ضرب طفل
بأصبعه " الكلة " - اي البنورة - ضربة خفيفة سوف تصل في تدحرجها من باب
مسجدنا حتى باب ذلك المسجد ولو كانت الريح شمالية معاكسة لوجهتها ؛ مع ذلك
فإن " دائرة الأوقاف " لم تُعيّن إماما لهذا المسجد بعد .. فدار " الإفتاء " لم تجد
الرجل المناسب ( طبعا لسياستها ) وعلى المصلين تدبير انفسهم بأنفسهم لحين الفرج .
اما الجهة الجنوبية .. فهنالك معضلة كبرى يقول مولانا إنها تتعلق بالغزو ...!
نعم .. نعم الغزو ..! فسيدنا يعتبر ان وجود مسجد وحسينية لأخوتنا الشيعة
الأثنى عشرية هنا في مدينتنا هو غزو كامل " الأوصاف " وإحتلال مهين
اين منه احتلال الصين لعاصمتها بيكين .. واين منه انتقال اهل الضاحية
الجنوبية من بيروت للسكن فيها .. !
" انه غزو لرؤوس الناس " يقول ذلك مولانا ؛ لأنه يعتقد أن رؤوسنا
فيها عقول ولكن قد تتأثر .. لذلك فإنه قد احتاط للأمر جيدا ..!
لقد قام بحلها حلا مؤقتا وثبت فوق المئذنة - مئذنته - مكبرات للصوت
تعمل بطريقة عمل محركات السيارات "التيربو " وهي قادرة على صد هجمات الجانب
الآخر والذي بدوره " يمطمط " في خطبته حتى يتفرد بالفضاء ...!
اما الجهة الخامسة التي تعجبتم كيف اضفتها الى الجهات الأربع ؛ فهي جهة السماء ،
والتي من اجلها صرف مولانا من جيوب الغلابة لأجل استحداث محطة بث فضائي لينشر
عبرها الرنانة الطنانة خطبه ، لعل طائرة مدنية تمر بالصدفة فوق المدينة فلا يفوت
ركابها الإستماع ( ولو عنوة ) لكلام هذا الجهبذ او لعل طيارا " إسرائيليا " يمر بطائرته فوقنا
مُستطلعا أو مُرهبا أو قاذفا لصواريخه ؛ يستمع الى خطبة مولانا فيغير رأيه أو ربما يؤمن ؛
وقد يهبط بطائرته الحربية عاموديا على سطح المسجد فيتلوا الشهادة و يصبح من
" المؤمنين " فيتوضئ ، ويركع مع الراكعين في الصف الأول وخلف " قفا " سيدنا مباشرة ..
لينال منه البركة في كل ركعة ..!
بعد هذا السيل من التفائل والشرود ، تنبهت ان مولانا قد بدأ الخطبة - خطبة الجمعة يعني -،
فوجهت انتباهي نحوه ، وركزت على مضمون ما يقوله لأفهم جيدا ؛ فإني هنا لأتثقف وأتفقه !
واني هنا لألتقط ربما ، ذرة من ذرا فكره المتقد المتنور .. واني هنا لأُثَبٍت إيماني ثبت الله إيماننا
وإياكم ، وابعد عنكم شرب كأس من الكلمات المُحلاة ببعض حبات لقاح طيب المذاق ..
عطر الرائحة قال عنه مولانا انه " لقاح ضد الفكر "
لفت أحد الأخوة نظري وقال انتبه جيدا : " ضد الفكر عموما وليس ضد فكر محدد بعينه " ،
فشكرته سريعا على هذا التوضيح وتابعت " مُعلّقة " مولانا الفاضل ؛ فأفكاره يجب ان تثبت في
رؤوسنا جميعا ، وتحتل جميع الزوايا والخلايا .. وإن اتجه العقل فيه نحو النمو فلا يجد متسعا لذلك
.. لأنه وفي الغالب – حسب رأي مولانا - إن نما وكبر عقلنا فإنه يؤدي بنا الى " الزندقة "
وتدخله الأفكار المسمومة ..!
هزني صراخه في إحدى خطبه حين قال :
- " نحن في تخلف وتراجع في ظل وجود هذا الغزو الثقافي لعنه الله ؛ فالأنترنيت ، والهاتف الجوال ،
والفضائيات ، هي ادوات كافرة كأدوت النفخ والزمر ، ان الشيطان نفث سمومه فيها فجنحنا نحو الرذائل " !
سأله أحدهم : " هل الطبلة والدف – آلات النقر - يا مولانا حرام ؟ "
قال : " لا .. أسلمناها " ولكن لا بأس ببعض " المرشات " العسكرية ! "
وقال في احد المرات :
- " ان الأمة ، تعيش في غُمة " ( ونسي مولانا انه يقودنا منذ مئات السنين )
وهو لا ينكر ان " الكفار " " إنما يبتغون تضليلنا " فأنتم احرارا ( كما يقول )
في الصاق تهمة الكفر على من يخالف " أهل الجماعة والسُنة " فنسأله عن الفرقة
الناجية فيقول " نحن " ودون ان ينسى طبعا ان من اهل الجماعة والسنة اكثر من
70 فرقة " كلهم في النار " ونحن فقط الفرقة الناجية يا سبحان الله .
المهم ... انه بعد تلاوة وتلاوة .. وبعد إطالة وإطالة ، وطبعا لم نشعر فيها بالملل ..؟!
لكن الرؤوس اتكأت منا على الأكتاف .. وفُكت شفاهنا السفلى وابتعدت عن اختها العليا ..
حتى بدت افواه الكثيرين منا يُثقلها هذا الحمل ؛
الناظر اليها لا يسعه إلا ان يسبح الله الذي دوبلها ، وتربلها ، وورّمها ،
وأنطقها بكلمات - إن نطقت - تهرب منها احرف إن جرُء صاحبها على
الطلب الى سيدنا بأن يقصر ولو قليلا رحمة بنا او ... يفتي لنا بوجوب إحضار
مخدات وأغطية - لحف إن أمكننا ذلك – خصوصا وكأننا نبدو في فصل الشتاء ..
فمكيفات الهواء باردة جدا ، والحسود لا يسود ؛ لأنه صقيع بلا مطر ...!
- " لكل سؤال ، له عندي جواب إن شاء الله " قال ذلك لشاب جالس معنا لم ينهكه
التعب عندما سأله : " شيخي الفاضل ، لماذا لم تأتي على ذكر المجازر الإسرائيلية
المتكررة بحق الأبرياء ولو من اجل التذكير بالحصار الجائر والجدار القاتل ..؟!
سيدي ، لماذا طبقت حُرمة الدعاء على اليهود التزاما منك بفتوى عبد وخالفت امر القرآن ..؟!
ولماذا دعوت بطول العمر لولي نعمتك وحرمت الأرامل واليتامى من دعاء بركتك المكتسبة ؟؟!
التقط سيدنا لحيته ومشطها مرات متكررة بيده ، ونظر الى ذلك المسكين بعيون
" مخوّصة " وسأله بإستهجان وبنبرة حادة ، جعلتني اطلق الصلاة على النبي :
" الم تعجبك الخطبة ..؟! " ثم خفف من حدة صوته وأردف قائلا :
" اني لا اتدخل في السياسة على كل حال .. وجع راس يا ابني ؛ والله اعلم "
- نعم .. نعم .. ولكننا سمعناها منك للمرة الألف .. خِطبتك هذه سمعناها وحفظناها
وماذا بعد : ماذا عن المستجدات .. و ماذا عن بناتنا " البكور " وأجارات الدور ،
وشعبنا المقهور .. وحكام الزور ...؟!
- " وجع راس يا ابني ؛ وجع راس .. دعنا نتحدث بما يجمع " ....................!
اجاب وهو يميط بوجهه جانبا ثم أدار ظهره وتحدث إلى أولئك المعجبين
فسمعت هذا الشاب يتمتم .. يعلو صوته لحظة فأسمع ... يخفضه فأغيب عن السمع ...
لكني اصدقكم القول انني سمعت منه بعض الكلمات يقول فيها :
وجع راس ... هممممممممم .. وجع راس يا ابني ..... وجع راس .. يا ..........
!!
تدخلت شخصيا ورجوته ان يُخفض من صوته .. ف شيخنا الفاضل قد ابدع في
نقل تفاصيل التفاصيل لمعركة " أُحد " ما شاء الله عليه ...!
فرد عليّ بحدة وقال : اتعتقد ان نبينا الكريم صلوات الله عليه كان يحتفل
" ببدر وأحد " بعد فتح مكة ؟!
صراحة .. لقد صدمني هذا الشاب ، ولم اعرف بماذا اجيبه ...!!
لكني اقترحت عليه ان نصلي معا خلف إمام مسجد " الجهة الغربية " حتى لو حُشرنا حشرا
مع المصلين ، ولكنني اشترط عليه بعدم سؤال " الخطيب " او الإعتراض عليه فهو يتحدث كثيرا عن
" الأفغان والشيشان وأبو سيّاف " الفلبين " وقليلا ما يأتي على ذكر فلسطين فوافق شرط أن يدخل المسجد وينام !
فإلى اجتماع - طوعي - لصلاة يوم جمعة جديد .. نلقاكم على خير .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس