عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 07 / 2010, 23 : 01 AM   رقم المشاركة : [27]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
"المفردة"من الخاص إلى العام:
يحق لنا أن نسأل هنا: هل نستطيع الوصول أو القول بمفردة"صافية"في الدلالة على ذات الشاعر دون الانتقال والتواصل مع العام المسكون دائماً بكل معطيات المقاومة والتحدي والمجابهة.. وهل نستطيع الوصول أيضاً إلى مفردة "صافية"في الدلالة على المحيط العام دون الانتقال والتواصل معه الخاص الدال على الذات الشاعرة المفردة بما تحمله من بصمات وملامح "الأنا"بكل أبعادها؟؟..
في الأغلب الأعم تدخل المفردة حالة الالتقاء بين حالتي الأنا والعام، وبما يشكل دائماً صورة شديدة التماسك والترابط والتفاعل. ويمكن الركون إلى قاعدة ثابتة تقول إن الفلسطيني"الشاعر"لا ينفصل عن الفلسطيني "المقاوم"والفلسطيني "الأرض بكل معانيها"وهذا ما يدفعنا إلى التركيز على التداخل الحاصل في الألوان وبشكل قد لا يتيح لنا التمييز بينها، فحين نريد الحديث عن الشخصية بمعزل عن"الظرف المحيط"أو عن الظرف المحيط بمعزل عن "الشخصية" قد لا نصل إلى نتيجة واضحة، فالمفردة التي تقول صفات الشخصية الفلسطينية تتكئ مباشرة على ينابيع الطبيعة وجغرافية وحالة الواقع المعاش، كما أن المفردة التي تقول صفات العام بما يحمل من مقاومة وتحد ومجابهة وصمود تتكئ مباشرة على ينابيع الشخصية بما تحمل من صفات وملامح وأبعاد.
في "أشواق"حنان عواد نقرأ: "أنا بنت السلاح / أقاتل الإعصار من أجلك / أنا بنت الجراح الخضر / جئت الكون في ظلك / أعود إليك / من أعماق فرحتنا / أعود إليك في رايات ثورتنا"حيث من المفترض ظاهرياً أننا أمام حالة من حالات الحب العادي التي تقول بعلاقة إنسانية جميلة بين اثنين، الحبيب والحبيبة، وهو أمر طبيعي متعارف عليه.. ولكن هل كانت الصورة كذلك؟؟..
لا نستطيع إسقاط أثر وتأثير المحيط العام لحظة واحدة في مثل هذا الحب، لأننا نلغي – إن فعلنا – ألوان وخطوط وأبعاد الحالة، وبما يعني قتلها. فالحب هنا حب فلسطيني، والحبيبان فلسطينيان، والأرض التي تضم هذا الحب فلسطينية.. والمعنى ينفتح شئنا أم أبينا على إعطاء الشخصية ملمح العام، لتكون المفردة المشحونة بالحب، مشحونة في الوقت نفسه بالمقاومة. وهذا يعني أن الحب حب مقاوم، وأن المقاومة مسكونة بحالتها الإنسانية المليئة بالنبض، والشاعرة تركز على مدّ الخط القائل إن مثل هذا الحب إنما يعني الحب الفلسطيني في الحالة الفلسطينية.
"أنا"الشاعرة تلتصق بالسلاح لتكون بنت هذا السلاح.. و"أنا" الشاعرة تقاتل الأعداء وهي مليئة بالأمل والتفاؤل، لتكون قادرة على صوغ القادم.. وطأنا"الشاعرة تطلع من خلال الجراح الطويلة، لتكون الفلسطينية المسكونة بالهم العام المتصل بشعبها.. و"أنا"الشاعرة تعود أو تذهب وهي مرتبطة كل الارتباط بفعل وفاعلية الثورة، لتكون بحق شديدة التواصل مع كل نفس من أنفاس المحيط.. وهكذا..
إن شخصية كهذه لا تستطيع أن تكون شخصية منطوية على ذاتها دون الامتداد نحو المحيط بكل ما يحمل وبكل ما يدور فيه. هنا قد ننسى"حالة" الحب المنقولة إلينا، لنعيش حالة المقاومة والمجابهة والتحدي. فالفلسطينية الحبيبة، هي الفلسطينية المقاومة المليئة بكل معاني المجابهة والإصرار على الثبات.. والفلسطيني الحبيب، هو الفلسطيني المقاوم المليء بكل معاني المجابهة والإصرار على الثبات. وطبيعي أن التقريب بين ملامح الشخصيتين، إنما يأتي من خلال قراءة التوافق في الملمح العام المسكون بنبض المقاومة إلى جانب الملمح الخاص.
نقرأ مثل ذلك في قصيدة "ونحن سواء"للمتوكل طه حيث تذهب المفردة من معتقل إلى معتقل، لتقول بصمة حب أوسع من القيد وأكبر من قضبان الحديد:"أكتب من نرجس القلب / آية حبي الكبير إليكِ / وأهدي إليكِ السلام / وأسأل عن مهرةٍ قيّدوها / وعن غيم عينيكِ أسأل / عن دمعة في المساء"فالشاعر الذي يعاني عذاب المعتقل، يرسل آية حبه الكبير إلى فلسطينية معتقلة في سجن النساء، والمفردة في مثل هذا المشوار القصير بين سجن وآخر، والطويل بين دمعة ودمعة، لا تخلع شيئاً من مخزونها الهائل الجميل. فالكتابة وهي تعبير عن شخصية و"أنا"الشاعر، تأخذ من"نرجس" القلب، لتبدأ في طي المسافات، والتواصل مع روعة العشق. و"الأنا"في هذه المساحة تمتد لتنقل قصة المقاومة والتحدي من وراء القضبان، مصرّة على زرع الثبات في قلب"الأنا"الأخرى التي تعيش أيضاً حالة السجن مع رفيقات لها.
يلحظ في هذا التوجه نحو توليد المعنى من خلال شحن المفردة بحنين غريب وحميمية رائعة. المهرة التي يفترض أن تحب الامتداد في المساحات الشاسعة، تعيش هنا حبيسة في سجن يضيق ويصغر.. والشاعر يضع اليد على القلب، ويمد النبض للتواصل مع النبض، وهذا ما يدفعه إلى ملامسة غيم العينين، وهذا المطر أو الدمع المسافر في سكون الليل.. ومهما كانت شدة أو حدة الظروف، فالمقاومة تبقى هي المقاومة، والحب لا يكون إلا في مسارها وزمانها، لأنه الحب الفلسطيني.
كما نرى لا تخرج"الذات"في كل الحالات عن خط سيرها المتداخل مع خط سير الوقع العام، وهذا يجعلنا دائماً أمام مفردة لا تستطيع أن تكون "صافية"من معنى الميل الدائم إلى الارتباط مع طرف المعادلة الآخر، وهي صفة تعطي لهذه المفردة قيمة استثنائية مشحونة بالكثير من المعطيات والصور والامتداد.

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس