عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 07 / 2010, 25 : 01 AM   رقم المشاركة : [28]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
"المفردة"وامتدادات الدم:
في قراءة المفردة المفتوحة على موضوعة واحدة مع الإصرار على الانتقال إلى عدة مستويات، يمكن أن نقرأ موضوعة "الدم"لما لها من امتداد وأثر في الحياة الفلسطينية عموماً. حيث تأخذ مثل هذه الموضوعة مساحة لا يستهان بها من حياة ومعيشة وحركة الشعب.
فالدم ، وهي المفردة ذات الحرفين، تشكل معنى ومحور الكثير من المفردات.. والدم، كمفردة تؤدي كامل معناها بذاتها، تشكل الكثير من الانفتاح والألوان عند إضافتها إلى مفردات أخرى.. كيف؟؟..
في"خطوة أخرى وتنهار السلاسل"للشاعر هايل عساقلة نقرأ:"نزفَ الجرحُ طويلاً / فنما الجرح سنابلْ / آهِ يا جرحي الذي أعيى جميع القتلهْ / خطوة أخرى وتنهار السلاسل / خطوة أخرى وتخضرّ الكروم / فوق صدر الطفلة المشتعلهْ" فالمفردة تسجل حضوراً متلاحقاً في الإصرارية على استحضار النهار. ولنا أن نتابع ذلك ابتداء من طرفي هذه المعادلة التي تقول: "نزف الجرح طويلاً / فنما الجرح سنابل"حيث الجرح مفردة مشتركة تفرد كل خصبها وحضورها وتألقها. في الطرف الأول يكون"الجرح"نزيفاً طويلاً بما يعني من تضحيات طويلة قدمها شعب فلسطين، وفي الطرف الثاني يكون"الجرح"وعداً وتألقاً وخصباً حين يسجل النتيجة والوصول إلى شاطئ الحرية. الدم في مثل هذه الحالة حاضر ومستقبل، وهو في الوقت ذاته سلاح يستطيع أن يقاتل ويدافع عن بصمته. وهو في امتداد الحالة عند الشاعر هايل عساقلة عصيّ لا يقبل التراجع أو الانكسار، وهو ما دفعه لأن يرفع شارةَ نصرٍ تعد بالكثير..
الشاعر عبد الناصر صالح وفي هذا المسار يدخل عمق المجزرة في صبرا وشاتيلا ليقول تحت عنوان"الصبر يا صبرا"إن الدم أوسع من أن يطوى أو يضبط أو ينسى حيث:"دم شعبي الآن قد غطى ثرى هذا الوجود / دم شعبي لن ينسى ولن يغفر يا أرض الجدود / دم شعبي يمنح الدليلا / أن شعبي لفلسطين يعود.." فالدم مفردة تقول واقع وجودها بغزارة جراء المذبحة في صبرا وشاتيلا، والدم مفردة تقول امتدادها في كل مكان وزمان بعد أن انتشرت المذبحة طارقة كل رقبة ويد وجسد في صبرا وشاتيلا.. ولكن هل كانت مثل هذه المفردة مكتفية بذلك؟؟..
تقول كل تفاصيل"الدم"إن التوقف عند لحظة الانفتاح على الجرح والمجزرة دون تجاوز ذلك، غير ممكن أو مقبول بالنسبة لحياة شعب، ومسيرة شعب. من هنا انتقال"الدم"وهو دم شعب فلسطين، إلى حالة من حالات الامتداد على كل المساحات المرئية وبما يشكل ثرى هذا الوجود.. وعلى العين أن ترى، عليها أن تقترب من لزوجة المساحة واللون المصر على تغطية كل شيء بلون الدم. ثم تكون مفردة"الدم"وهي المفردة التي غطت ثرى هذا الوجود، ذاكرة لا تعرف النسيان، إذ كيف لدم الشعب الفلسطيني أن ينسى ويغفر.. ولماذا ينسى ويغفر؟؟ وبعدها تكون هذه المفردة"الدم"دليلاً للشعب، ومثل هذا الدليل لا يماثله دليل آخر.. فهو أي"الدم"فعل لا يأتي من خلال التهيؤ للقيام بالمقاومة، بل يأتي من خلال كونه قد دخل حيز التواجد، وكان الصورة الأبرز القائلة باندفاع الفعل حتى آخره.. من هنا انفتاح "الدليل"على"العودة"كي يكون الدم في ذلك مفردة تصل إلى حيث تريد..
في حالة أخرى، ومع آلية فعل الانتفاضة، نسمع في قصيدة “دم الانتفاضة” للشاعر محمد آل رضوان:"المجد المجد / لهذا الدم / يتفجر من شريانك فمْ/ يصرخ والصرخة مفزعة / في وجه المحتل المجرمْ"ليكون الصوت ملاصقاً لمفردة "الدم"بكل الأبعاد.. وإذا كانت المفردة معانقة للمجد في البداية، فإن انفتاحها على الصور اللاحقة يعطيها علاقة أقوى بالمجد.. ولنا هنا أن نرى إلى"الدم"وهو ينتقل ليكون"فماً" ثم "صرخةً".. وبالتشكيل الكلي، فالدم مقاومة، والدم مجابهة، والدم وقوف شامخ في وجه الاحتلال..
إن امتداد المفردة وانتقالها من معنى إلى آخر لا يعبر عن تغيير في الشكل والطبيعة والكينونة لمفردة "الدم"ولكنه يقول بأن هذه المفردة تستطيع أن تطرح أكثر من حالة، وأكثر من صورة، وأكثر من مضمون. فالدم حركة انبثاق من الجرح في التصور الأولي، ولكنه في آلية المقاومة فعل يستطيع أن يختزن العالم كله، وأن يفجر كل الصياغات دفعة واحدة. وهنا يكون "الدم"كمفردة قادراً على صوغ ورسم كل فعل يعني وصولاً إلى قمة الثبات والتماسك والشجاعة. فالمقاتل الذي يرتبط بقدرته على رسم هذه المفردة دون خوف أو خشية، يكون مقاتلاً قادراً على كسر شوكة الاحتلال..

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس