عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 07 / 2010, 26 : 01 AM   رقم المشاركة : [29]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
"المفردة"وامتدادات صورة الآتي:
في قراءة قصيدة"ملح الأرض أنتم"للشاعر سميح صباغ حيث:"أنا لست أدري يا عروسة يا خديجة / نحن جئنا كي نزفّك أم نبارك / بالهتاف والغناء / هذا الزواج / فليبتهج شجر البراري والحقول / بعروسة البطوف"و"يا أيها الشهداء ملح الأرض أنتم والبذار / مذ كنتم عادت إلى الدنيا طبيعتها" نقف على الكثير من ملامح الحاضر المنفتح على ملامح الآتي. وطبيعي أن المفردة التي ترسم صورة خديجة"الشهيدة"بما تزرع وتعطي إنما تشد مع كل حرف على فواصل المستقبل.
خديجة في مسافة الشهادة، تدخل عالم الزواج، وعلى الجبال والسهول أن تبتهج.. ولكن لماذا؟؟ طبيعي أن كل مفردة معبأة بالإجابة من خلال النظر إلى العروس / الشهيدة باستمرار، حيث سينفتح الغد على عطاءات لا حد لها. وهذا ما جعل الشهداء ملح الأرض والبذار، والتوازن الذي يعيد إلى الدنيا طبيعتها. ولو لم يكونوا وجوداً حقيقياً، وفعلاً وفاعلية، لاختلت كل الموازين من خلال استبداد الظلم دون رادع يردعه. فالشهادة بشارة دائمة بأن الفجر قادم، كما أنها الانفتاح الذي لا يتوقف على الأمل والتفاؤل.
يمكن هنا أن نقرأ"زنبقة الحرية"لمنيب فهد الحاج، وهي الزنبقة التي تزهر "تتفتح في كل رياض الأوطان / تتحدى أشواك الطغيان / ما دام / يرويها دم الإنسان"وهي الزنبقة التي تعطي الغد شكله الجميل. وطبيعي أن مفردة الحرية هنا ترتبط قبل أي شيء آخر بالغد، وهي بطبيعة الحال تأخذ شكل الزنبقة الذي لا يفسح المجال لأي حالة من حالات التراخي، فالحرية زنبقة تشق طريق نموها واستمرارها وتفتحها على مدار رياض الأوطان، لتقف في وجه الطغيان من خلال اتكائها على شريان الدم المفتوح. والحرية المفتوحة على الغد والمستقبل، لا تنفصل في معناها عن الشهادة والشهيد، لأن طلب الحرية مرتبط بالشهادة والشهيد، إذ من الصعب الوصول إلى ما تريد الوصول إليه دون السير في الطريق المؤدي إلى ذلك…
في"تواقيع على قيثارة الأرض"للشاعر نزيه حسون لا نبتعد عن هذا المسار القائل بانفتاح المفردة على صورة التفاؤل والأمل حيث:"في زنازين اعتقالي / رغم سجّاني وسجني / يزهر الزيتون في زندي المقيدْ / وعلى جدران قلبي / كل ليمون بلادي / كل زهر في رباها يتجددْ.."فمفردة "زنازين"توحي أول ما توحي بالانغلاق والخوف والخشية والتراجع، ولكن مفردة "يزهر"التي تأتي لاحقاً تجعلنا نفتح العين مباشرة على حالة مغايرة تماماً. ونسأل هنا كيف تحولت المفردة من مسار إلى مسار؟؟..
يقول معجم هذا المقطع إن هناك نوعين من المفردات، الأول يتصف بالكثير من الكآبة مثل:"زنازين – اعتقال – سجّان – سجن – قيد"والثاني يتصف بالكثير من التفاؤل والأمل مثل:"يزهر – الزيتون – ليمون – بلادي – يتجدد – رباها"وطبيعي أن تأثير التفاؤل والأمل سيكون أكبر، مما يعني انحسار وتراجع تأثير المفردات الأخرى، أو رضوخها لطغيان وارتفاع وتيرة نشيد الأمل. هنا لا تتبدى حالة صراع بين مفردة ومفردة، كما لا تظهر أمام العين صورة من صور التصادم، لأن الشاعر لم يرد ذلك منذ بداية تفجر شحنة المفردة الأولى"زنازين"وتحويلها إلى مفردة قابلة لحمل كل معاني الأمل، وهو ما نراه في كل المفردات اللاحقة..
هل نقول هنا إن المفردة قابلة للتلون حسب سياقها في القصيدة، وبما يدفعها أحياناً لأخذ معنى آخر يختلف عن معناها الحقيقي؟؟..
بطبيعة الحال لا يمكن للمفردة أن تخرج من معجميتها دفعة واحدة لتقول معنى مغايرا.. كما لا يمكن لهذه المفردة أن تبدل صوتها ووقعها وبعدها فجأة. ولكن في كل حال تستطيع هذه المفردة أن تأخذ اللون الذي تريد والإيحاء الذي ترغب به، والشكل الذي تطمح إليه، من خلال السياق الذي تدخل فيه، وهو ما لاحظناه في الأمثلة السابقة. فالمفردة في"المعجم" مفردة ذات بعد ثابت لا يحمل الكثير من شحنات التبدل والتغير، ولكنها في حالة التوالد والتوجه والدخول في ملامح صورة إبداعية ما، تضيف إلى معناها الكثير من الشحنات القادرة على الإيحاء. وهو أمر يلحظ في كل نص إبداعي.. فماذا عن هذه المفردات في مسار الشعر الذي ندرسه، وما هي المفردات التي اقتربت أكثر من نبض الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني..؟؟..

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس