عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 07 / 2010, 29 : 01 AM   رقم المشاركة : [32]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
الصورة / اللوحة وحالة التداخل:
كيف يدخل الوطن في الصورة، حين يتحول إلى دفقة شعورية تعبر عن أعلى وتيرة في الحب؟؟.. للإجابة يمكن أن نقرأ في قصيدة الشاعر الراحل هايل عساقلة"لو ضمني هذا الثرى كفناً":
إن تسألوا نبع من الكوثر وطني وبستان من الصعترْ
وحجارة من مرمر صقلتْ فتخايل الياقوتُ والمرمرْ
صلّى الغمام على شواطئهِ صبحاً ونجم مسائهِ كبّرْ
بالسنديانِ أنا أغازلهُ وأحيطهُ بالموسمِ الأخضرْ
ويحيطني بجداولٍ دفقتْ خمراً وواحاتٍ من السكّرْ
من أجل أن تبقى على لهبٍ أمشي وفوقَ السيفِ والخنجرْ
فثراكَ حفنةُ أنجمٍ ولذا لو ضمني كفناً فلن أخسرْ..
كما نرى، فإن الألوان تدخل مباشرة، ودفعة واحدة، لتملأ مساحة اللوحة التي يشكلها الوطن. علينا في كل حين، أن نلمس هذا الجمال اللوني والحركي من "النبع" "بستان الصعتر".."حجارة من مرمر" و"الياقوت" وهكذا، حيث الوصول إلى دفء اللون الشكلي الظاهري.. هنا تكون الريشة بيد الشاعر، لكنها لا تتصل مع ذاته أو مشاعره. لا تبدأ لحظة التداخل مع اللون وحركة الخطوط. ما نزال أمام حالة وصفية تقوم على بناء صورة تعتمد التشبيه المباشر. ولا يرقى مثل هذا التشبيه إلى عكس أو نقل الحالة الشعورية، فهو أقرب ما يكون لمداخلة الجماد بالجماد.. ولكن هل يعني هذا ضعفاً في اللوحة؟؟
كما قلت سابقاً، فإن اللوحة جميلة بما تحمل من ألوان وحركة، لكن في حالة التواصل مع المعنى، نفقد الكثير من الجمال، حين نرى إلى انسحاب الألوان لتكون بعيدة عن مشاعر الإنسان. صحيح أن عين الشاعر هي التي رأت وصورت وعكست، بما يعني في حالة من الأحوال، ضرورة وجود المشاعر والأحاسيس. وصحيح أيضاً القول إنّ الشاعر لا يمكن أن يكون خارج الصورة بأي شكل من الأشكال، ما دام الرسام الذي يرسم. ولكن أجد هنا ابتعاد الشاعر عن المعنى الذي يصل إلى حالة التداخل والتوافق مع اللون والخطوط كما أسلفت..
إن الانتقال إلى"بالسنديان أنا أغازله"ثم "أمشي"و""لو ضمني كفناً" يصل بنا إلى الفكرة التي نريد تماماً، حيث قمة التداخل والتوافق. يبدأ اللون في طرح صورة من صور العشق التي تأخذ الغزل من خلال التوكيد على السنديان، ليكون دليل حب وبقاء وثبات. فالشاعر لا يكتب، رسالة حب لحبيبة، ولا يأخذ في رسم عبارات العشق على هذا الشكل أو ذاك. بل يلجأ مباشرة إلى الحب الفاعل المؤثر من خلال التركيز على"السنديان" و"الموسم الأخضر" بما يعني وصولاً إلى حالة المغازلة بزرع الجمال والخضرة والخصب. ولنا أن نرى إلى هذا المد الرائع في اللون، والمد المتميز في التعامل مع ضربات الريشة والخطوط..
لا نستطيع في مثل هذه الحالة من التوقف عند اللون، إلا أن ننظر بعين مفتوحة إلى امتداد الخط إلى لحظة التلاقي مع الفعل"أمشي"القائل بوصول الإنسان العربي الفلسطيني إلى أعلى وتيرة من التوحد مع أرضه، ليمشي على اللهب، وفوق السيف والخنجر.. الخطوات في مثل هذه الحالة خطوات نازفة تتحمل الكثير من الألم والخطر. ولكنها تصر على المتابعة ما دامت كل خطوة مرتبطة ببقاء الوطن. وكأن اللون النابع من الفعل"نبقى" يختزن القدرة على شد كل الألوان الأخرى، لأنه اللون الذي يقول بصدوره، عن الوطن، أو بدخوله في الوطن..
لا بد من تحول كل الألوان لتصب في لون يستطيع أن يعطيها إضاءة تملأ اللوحة بالتميز. ومثل هذا اللون قد يكون في "تبقى"كما رأينا، وقد يكون في "أمشي".. ولكن عند الانتقال إلى اللون المختزن في فعل "ضمني" نصل إلى حالة غاية في التداخل والتوافق حيث"ضمني كفناً"وهو الضم الذي يطرح حفنة من الألوان التي حولت التراب إلى أنجم، فكان الوطن سماء، وكانت الشهادة تداخلاً في الرفعة. هذا ما يجعل اللون في"ضمني"متعدد الأبعاد والإشارات، فهو صورة الغزل التي رأينا للوطن، وهو صورة إحاطة الشاعر بجداول الخمر وواحات السكر، وهو صورة الخطوات على الجمر.. وهذا في كل حالة تواصل مع الوطن، ومحاولة للدخول في كل مفصل من مفاصله.
يمكن أن نذكر في هذا السياق قصيدة الشاعر فاضل علي "الريح شمالية" حيث ننظر إلى لوحة تقول:"فالعشق فصول / والعاشق يا وطني يحيا ويموت / في كل فصول الشوق / وأنا من فرط العشق / أهمي أتساقط.. أتغلغل فيك.."وهو ما يضعنا أمام ألوان تقترب كثيراً من الألوان التي استعملها الشاعر هايل عساقلة في لوحته السابقة..

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس