رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق
" من سقط في عشق المعنى صار دموعاً للإنسان "
قرر البعض أن الحب الرومانتيكي وهمٌ ، ربما تناسوا أن ما نتخيله وهماً أو حلماً قد يكون في بعض الأحيان حدساً في الممكن ، أو أنه رؤيا تكمن فيها بذرة الخلق . فالحب الرومانتيكي هو ذاك البوح اللاواعي الذي يتذبذب خافتاً على ارتعاشات الروح . وتبقى اختلاجة دمعة الحزن صامتة.
هذا الحب يشكل حالة الكتابة المتلهفة والتي نتواصل بها مع محبوب غير مرئي والاتصال به لا لشخصه فقط ، إنما لحالة الاشراق والنشوة التي يخلقها لنا . لأن الحب ليس له فعل الثبات ، ولا يحدد بشيء . إنه الحالة الدائمة للحركة والتحول والتي تولد حالات غيبية فيما وراء اللا شعور لأنه يؤثر في المشاعر ، ويجمد الفكر . أما المشاعر في الكتابة تشبه لغة الموسيقا السرية التي لا نفهمها إنما نتواصل معها . فالشاعر يحترق كما المحب يحترق . وهما دائما الاحتراق كالفراشة العاشقة للنور ..
احترق اراغون بعيون اليزا .. واحترق قيس بعيون ليلى . واحترق الصوفي بعيون الله . وكما يحتفظ الشاعر بمعنى علاقته الحية مع الحبيبة الرمز . كذلك يبقى في حالة هيمان دائمة بين الجنون . والحلم . والكتابة. لأن الكتابة تحول وهم الحب إلى معنى وتحول حبر الورق إلى حبق بين رموش الاخضرار .
واعتبر البعض الجنون في بعض حالاته هرباً من الحياة العادية . وفي الاعتقادات القديمة أن المجانين قد مسهم الإلهام . وفي معظم الأحيان هم: أهل النبوة والحكمة والشعر.
أما شكسبير فقد قال : المجنون . العاشق . الشاعر.جميعهم مصنوعون من الخيال .
|