عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 08 / 2009, 57 : 10 PM   رقم المشاركة : [23]
ليلى مقدسي
شاعرة وأديبة
 





ليلى مقدسي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: حلب - سوريا

رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق

" للبنفسجة سرها "
[align=justify]
" ليس في الرؤيا وقفة .. ولا عبارة " النفري

هناك نزوع مشترك يجمع بين " الصوفي . القديس . العاشق ـ نحو الاتحاد بالمعشوق . فالفن يرضع من أثداء الحب ، ويتفق معه على انزياح حب الجسد حتى يرتقي به إلى نشوة الاندهاش بالمطلق ، والارتعاش مع الروح .
والفن يثمر حين تُهيّم على الهام الفنان ربة وحيه ، أو آلهة فكره .
وربات الفنون هن ـ الميوسات ـ المتوجات بالبنفسج وهن تسعٌ ، والإنسان الذي يلهمونه يعتبر مقدساً ، وقلوبهن تهفو إلى الغناء ، وروحهن لا يشغلها شاغل ، وكل إنسان متألم في أعماقه حين يسمع ـ الميوسات ـ لا يعود يتذكر منغصات عيشه . فالشاعر ، والموسيقي، والأديب ، والفيلسوف . والرسام الانثى المصطفاة له يخلد فيها ـ الطهر . والرمز . هي ـ كعشتار ـ رموز البدء وحبال الخيال تدخله إلى مملكة الأحلام ، وقلاع الرؤى ، وتربة اللقاء. فيحقق نشوة وجد الغبطة ـ بلوحة ، أو قصيدة ، أو لحن .
وقد كان ـ زيوس ـ العاشق الأزلي لعذارى الشعر ..
هكذا نحيا تواصلنا الداخلي العميق من خلال الشعور الذي يوصلنا إلى حالة الكشف والتجلي وإشراق الدهشة .
هكذا هاجرت إلي عصافيرك وسألتني : لِم تزقزق أغانيك على أهداب الأشجار ؟ أمد لحروفي أجنحة فتحوم مسافرة إليك ، وتحلق فتذوب المسافات بيننا كما ذاب الشمع تحت أقدام ـ ايكاروس ـ ذلك الطائر بجناحين ملصوقين بالشمع فلما ذاب الشمع تحت أشعة الشمس سقط في البحر .
تنزلق الكلمات على كتف الغيوم ، وتمشط شعر الموجة المتهدل . ووردة الغياب تشرد خصل الشعر على رياح غادية آتية .
الزمن لديّ طيف يرقص ثم يتلاشى ككل شيء إلا الكلمة التي تكسر عزلة الروح وبدل أن أضيق العالم حولي تعودت أن آخذ العالم كله بين ذراعي . وحقيقة الحياة الوحيدة هي في عدم انقطاعها عن الاستمرار .
وتعودت أن أتلو حروفك التي تهلّ ببوحها الشعري :" لن تكون هناك غير واحدة افرد لها صفحات روحي من بوح الذات لها . ما دمت تداخلين نبض القلب بشجر الروح " .
[/align]
ليلى مقدسي غير متصل   رد مع اقتباس