رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق
[align=justify]
هو الإنسان .. وفي الصيغة الأولى والأخيرة كلمة تعبر عن مكنون الذات.. كثيراً ما يكون الشكل الظاهري ذا بريق .. وما أن يكون الكلام ، حتى تسقط الصورة وتنكسر .. وتتمنى أن يبقى الشكل صامتاً .. لكن مع الصمت يكون ملل وموات .. ومع الكلام تنبت كلّ زهور الدنيا وورودها ويصير الكون أحلى .. لكن ليس كلّ كلام ..
الشكل أم الجوهر ؟؟ يقفز الجواب أسرع من البرق ، الجوهر دون جدال ، فهو الدال .. أنت لا تستطيع ، مهما أوتيت من صبر ، أن تعايش شكلاً لا معنى لجوهره .. والجوهر ، إذا لم يكن جميلاً أصيلاً ، فلا قيمة له .. أحياناً يصبح الكلام ثرثرة .. وكلّ ثرثرة تخرج بالتأكيد عن خطّ سير العطاء الجميل ..
كثيرات مررن في حياتي .. وكثيرون .. كنت أبحث دائماً عن العمق.. هناك في منطقة سرية بعيدة كنت أجد ما أريد ، أو لا أجد .. فإذا وجدت طالت الصحبة ومضت الأيام والسنوات.. وإذا لم أجد انقضى كلّ شيء بعد حين ..
فالإنسان لا يستطيع أن يبتعد عن سحر وجمال ورونق الشجرة ذات الحروف .. والشاعر خاصة ، لا يمكن أن يذوب احتراقاً إذا لم تكن الشجرة بحجم حلمه ..
ربما عليّ في كثير من الأحيان أن أوضح ، أن أقول ، أن أشرح ، وكثيراً ما يضيع كلّ شيء في زحمة فوضى الآخر .. لا تكون صورتك ، كما أنت ، إذا لم تكن المرآة صافية .. وظني أنّ القصيدة لا تكون بكامل عطائها إذا لم يكن من نحب رائع الخصب والصفاء ..
هل ابتعدت عما أردت أن أقوله .. أظن لا .. فما زلت في حدود الحديث عن الشهوة للكلام الجميل ..
[/align]
|