رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق
هذه الحروف ذاتي ..
[align=justify] يسألون : أين أنت ؟؟ كيف نستطيع أن نعرفك ؟؟ أيمكن أن تقدّم لنا نفسك ؟؟ وكثيراً ما أوثر الصمت .. لماذا ؟؟ ..
ببساطة أنا موجود في كلّ ما أكتب .. في شيء من القصة هناك جزء من شخصيتي .. في الشعر صورتي .. في كلمات الوجد التي أصوغ .. فكيف أختصر كلّ ما كتبت خلال سنوات طويلة ، لأقول من أنا .. ؟؟ ..
هل أنا القصيدة ؟؟ ولماذا لا أكون هي في جزء من عمري .. لماذا لا تكون كلّ كلمة من كلماتها معبرة عن ذاتي .. ؟؟ فالشعر أقرب الأشياء إلى الوجدان ، إلى صورة الإنسان الحقيقية.. والشعر هو التعبير الأوفى عن الشاعر ..
هل أنا القصة؟؟ في جزء منها هي أنا ، وفي جزء آخر هي طريقة تفكيري ، وفي جزء ثالث هي التعبير عن حالة من حالات إحساسي بالوجود والمحيط ووقع الأحداث .. وتكون النتيجة الطبيعية ، أو المحصلة النهائية ، أنّ القصة أيضاً هي أنا .. فلماذا أهرب من كلّ ذلك؟؟..
هل أنا الدراسة أم الخاطرة ، وما شابه .. في جمع الخطوط ، والوصول إلى نهاية حقيقية ، أكون أنا .. فلا شيء منها يخرج عن كونها تعبيراً عني ..
من يدير ظهره لما يكتب ، يخون الحرف والذات ، ويكذب مرتين ، مرة لأنه تخلى عن مرآة ما كانت إلا المعبر عنه .. ومرة لأنه خاف أن يعرف الناس صورته الحقيقية من خلال ما يكتب .. فالكتابة هي الرجل.. كما تكون الكلمات هي الملامح .. ولا معنى لأن نصرّ على فلسفة الأمور بعيداً عن هذا المعنى .. فلا شيء أدل على الكاتب من كتابته .. فهل أستطيع أن أقول بكلمات مختصرة من أنا ؟؟ أظن أن ذلك صعب .. لأنني عمرٌ في كلمات ..
[/align]
|