[طلعت سقيرق]

[align=justify]
هل هناك مبالغة في العنوان ؟؟.. أقصد " أنقذوني .. لصوص يسرقون أمي " ؟؟!!.. ربما نعم وربما لا .. لكن في كل الحالات، وعن قصد وسابق ترصد هم سرقوا أمـي وسرقوني ونتفوا ريشي ولم يتركوا ريشة واحدة تقول " لا حول ولا قوة إلا بالله ".. وفعل السرقة تمّ في وضح النهار وعلى عيون الأشهاد .. والأغرب أو ربما المثير للسخرية أو العجب والتعجب أنّ اللصوص الذين سرقوا السيدة أمي هم من أصحاب الأناشيد الدينية ، أو الأغنيات التي تمجد الحق وتدعو إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق ..!!.. لذلك استعمل كلمة سرقة أو كلمة لصوص وأنا في حيرة من أمري.. إذ افترض أنّ هؤلاء لا يفعلونها .. !!.. فما الذي حدث ؟؟..
كنتُ في السادسة عشرة أو السابعة عشرة ، أي قبل ردح من الزمان قد كتبت لوالدتي حفظها الله وأبقاها تاجا فوق رؤوسنا قصيدة بعنوان " أمي يا حبا أهواه " ورغم أنني كنت بحجم حبة الكرز ، أو بعمر الطفولة ، فقد سارت القصيدة من مكان إلى مكان ، وصارت تنتقل من مدرسة إلى مدرسة ، ومن صحيفة إلى صحيفة، ومن إذاعة على إذاعة ، وكم كنتُ أفرحُ وأنا الغرّ بأن أدعى للإذاعة للإلقاء القصيدة بصوتي .. ويومها ، أي عندما كنت بحجم حبة الكرز ، كانت البرامج تسجل تسجيلا ، ولا تذاع مباشرة ، خاصة مع شاعر بعمري لا تجربة له ولا خبرة ، وكان من حسن حظي أن أمشي في سوق الشيخ محي الدين وأنا اسمع القصيدة من كل مذياع تذاع بصوتي والمذيعة تثني عليّ .. وكرت الأيام أو مرت ، وإذا سيادتي في السابعة والخمسين من عمري !!.. أي أنه مر على كتابة القصيدة ونشرها وانتشارها ما يقرب من أربعين عاما ، وهي سنوات ليست قليلة أو قصيرة .. لكن وحق ربي لم أتحول بعد إلى تراث أو أحد التماثيل أو وثيقة مباحة للجميع ، كما أنني ما زلت حيا يرزق ..!!.. فكيف سرقوا أمي ؟؟..
كان شقيقي رأفت يقلب من قناة إلى قناة ، بعد أن صارت القنوات بعدد حبات العدس أو البرغل ، وإذا به يسمع قصيدتي العتيدة " أمي يا حبا أهواه " تغنى أو تنشد صوتا وصورة على قناة " تواصل " لا أدري أهي سعودية أم كويتية ؟؟.. ولن القصيدة جميلة فعلا فقد كانت القناة تذيعها يوميا أكثر من عشرين مرة ..قمنا بالمهمة المتاحة لنا وسجلنا القصيدة مع الشكر الموجه للمنشد الذي ينشدها السيد أنس القادري .. والشيء الغائب الوحيد كان اسم الشاعر ، أي اسمي ، لماذا ؟؟.. فعلا لا أعلم ؟؟..
وضعت على محرك البحث غوغل اسم القصيدة " أمي يا حبا أهواه" فهالني فعلا مدى انتشارها ، وكأن كل المواقع أصرت على نشرها كتابة أو صوتا وصورة وما إلى ذلك .. ودائما الشيء الوحيد الغائب أو المغيب هو اسم الشاعر أي اسمي .. سألت ، وابنتي سهير محامية ، هل يجوز ذلك ، قالت طبعا لا هذه سرقة واضحة تستطيع أن تقاضي فيها المنشد والمحطة .. أما المواقع فهم أخذوها على ما يبدو كما هي من المحطة ..
وضعت على محرك البحث غوغل " أمي يا حبا أهواه للشاعر طلعت سقيرق " فجاء الفرج إذ زودني موقع " موسوعة الشعر العربي " بالقصيدة واسمي معا ، دون أي تغيير أو تحريف ، وهي كالتالي :

أمي يا حبا أهواه
يا قلبا أعشق دنياه
يا روحا ترقص فى جسدى
ياورداً في العمر شذاه
يا كل الدنيا يا أملى
أنت الإخلاص ومعناه
ها عيدك قد أقبل يجرى
أمي والفرحة تلقاه
ماذا أهديك من الدنيا
قلبي أم عيني أماه
روحي ودمائي أم عمري
والكل قليل أواه
عيد ووجودك لي عيد
تسقيني الروعة عيناه
الماضي يحمل أزهارا
والحاضر تبسم شفتاه
ماذا أتذكر يا أمي
لا يوجد شيء أنساه
مازال حنانك في كبدي
يعطيه حياة يرعاه
الأم من الدنيا حب
الأم من العمر ضياه
أحببتك يا أمي حبا

لا يعرف غيري معناهُ
يبقى في جسدي كدمائي
وتعانق كالروح يداه
الأم عطاء أبديّ ٌ
فبماذا نحيا لولاه ؟؟..
كم ليل سهرت في مرضى
تبكى وتنادى رباه
طفلي وحبيبي يا ربى
املأ بالصحة دنياه
أهواه كروحي في جسدي
بل أكثر ربى أهواه
الأم جنان وخلود
الأم من الله رضاه
الأم تذوب لكي نحيا
ونذوق من العيش هناه

الأم بحار من خير
والبحر تدوم عطاياه
الأم ضياء وهناء
ورجاء دوماً نلقاه
أماه أحبك يا عمري
يا بهجة قلبي ومناه
ضميني و اسقيني حبا
و دعيني أحلم أماه
***

نشرتُ النص الأصليّ لأن هناك كلمات ومفردات تغيرت حين انتقل النص ليكون أغنية أو نشيدا .. فصار :

أمـي يا حبا أهواه

يا قلبا أعشق دنياه

يا شمسا تشرق في أفقي

يا وردا في العمر شذاه

يا كل الدنيا يا أملي

أنت الإخلاص ومعناه

فلأنت عطاء من ربي

فبماذا أحيا لولاه

ماذا أهديك من الدنيا

قلبي أم عيني أماه

روحي أنفاسي أم عمري

والكلّ قليل أواه

ماذا أتذكر يا أمي

لا يوجد شيء أنساه

فالماضي يحمل أزهارا

والحاضر تبسم شفتاه

مازال حنانك في خلدي

يعطيه سرورا يرعاه

كم ليل سهرت في مرضي

تبكي وتنادي رباه

طفلي وحبيبي يا ربي

املأ ْ بالصحة دنياه

الأمّ تذوب لكي نحيا

ونذوق من العمر هناه

الأم بحار من خير

والبحر تدوم عطاياه

أماه أحبك يا عمري

يا بهجة قلبي ومناه

ضميني واسقيني حبا

ودعيني أحلم أماه

***

طبعا التغيير دون إذن المؤلف غير جائز ، والتغيير هنا كبير .. لكن من أخذ النص غير مهتم لا بالمؤلف ولا بغير المؤلف .. وفعلا أسأل : هل التغيير بقصد عدم الإساءة دينيا ؟؟.. إذ أقول " يا روحا ترقص في جسدي "؟؟؟ .. بينما الأصح حسب من قدموا النص " يا شمسا تشرق في أفقي "؟؟ هل هذا التغيير جائز ؟؟.. وإذا تابعنا التغييرات اللاحقة فعلى أي أساس .. إذا كانوا ينقلون الكلمات من المحرم دينيا ، إلى ما هو حلال ؟؟.. فهل سرقة الأغنية بشكل كامل حلال أم حرام ؟؟.. هل انتهت القصة هنا ؟؟..
من المضحك المبكي ، وربما من سخرية الزمن ، أن أجد أن السيد أنس القادري ، وهو منشد ديني ، قد سرق " أمي يا حبا أهواه " بكلماتها ولحنها من مركز البيان في دمشق الذي أصدر الأغنيات على cd وشريط كاسيت .. وقدم له صوتا بالقول :" مركز البيان للإنتاج والتوزيع يفخر أن يقدم إلى جمهوره الكريم لإصداره الخاص وهو بعنوان إلى أمي " وكان نصيب أغنيتي " أمي يا حبا أهواه " أن تغنى بصوت السيد أحمد شيبان .. أما اللحن والكلمات / ويا للغرابة / فقديم !!.. كيف ؟؟.. هل هي من التراث ولا اعلم .. هل كتبها جد جدي ولم يخبرني ؟؟.. ولحنها ملحن قديم مجهول ؟؟.. وكي تكتمل السخرية .. فأصحاب مركز البيان والذين انتشر شريطهم هذا بشكل كبير ، وبيع منه الكثير ، عاتبون أو غاضبون على السيد أنس القادري الذي لطش " أمي يا حبا أهواه" منهم ، كذلك عتبهم أكبر على القناة الفضائية " تواصل" !!.. الحق معهم ؟؟.. والله الحق معهم ؟؟.. لكن ماذا عليّ أن أفعل يا أولاد الخير وكم صار عدد الذين سرقوا قصيدتي " أمي يا حبا أهواه "؟؟..
9/4/2010

[/align]