رد: نبضات قلب
أما آن الأوان ؟
ندائي يفت الصخر و يتلاشى مع هدير الموج
كما تلاشت مناجاتي بالأمس القريب
مع متاهة الحلم السرمدي الجميل .
شتان ما بين ندائي و مناجاتي ..
في الحلم كنت أطير مع كلماتي ململما حروفي ..
أذوب مع همساتي و أحضن أناتي ..
أرتع و ألعب و أنتشي .
لأني أعلم أن الحلم
ولو كان أقرب للسراب
يهديني الأمل .. يدغدغ الأماني .. يزرع الرجاء ،
يحيل دمعي ابتسامة ..
يجعل كل محال ممكنا وكل صعب هينا .
الحلم و الليل يهدياني أنجما وكواكب .
أشكل لك منها عقدا
لأرصع به نحرك
فتكوني نجمة لا كل النجمات ..
وقمرا لا كل الأقمار .
مع هدير الموج و زبد البحر
يدب الخوف إلى نفسي ..
يشد الخناق على قلبي ..
يتسلل عبر مسامي ليلف ويوغل بين جوانحي ..
لا أسمع من ندائي لك سوى صدى
يتردد عبر جنبات الشاطئ المقفر
المترامي الأطراف
كل ما حولي يشي لعودتك
كل شيء يتوهج .. يتألق
احتفاء بمقدمك ..
لكنك لم تعودي ولم تظهري ..
وإن عدت .. لم يبد لي منك سوى شبحا
ولم أر فيك سوى خيالا
كان في ما مضى .. أنت .
كل ما فيك تغير ..
اسمك .. صوتك .. لونك .. ملامحك .
حتى أنفاسك لم يعد لها ذاك اللهب ..
ونظرتك انتفى منها ذاك الوهج ..
تقبلين و تدبرين ..
كمد و جزر ، كشروق و غروب .
كإقبال الليل و إدبار النهار ..
كمرور السنونو و رحيله ..
مع كل موج مقبل يتوهج الأمل ..
مع كل انكسار له يخبو الرجاء ..
وليس لي سوى الانتظار ..
ولا عزاء لي سواه ..
ترى هل آن الأوان
ليزهر الأفق و يتورد
كتورد وجنتيك ؟
ويبزغ الفجر ويبتسم
كابتسامة ثغرك ؟
أم تراني ناديتك قبل الأوان
فضاع النداء عبر الآفاق ؟
وذهبت مناجاتي سدى ؟
أم فات الأوان لأبحث عنك
عبر الزمان ..
عبر المكان ؟
فقط أجيبي : أما آن الأوان
لتسمعي النداء .. ويصبح حزني
في خبر كان ؟
|