11 / 07 / 2010, 43 : 03 AM
|
رقم المشاركة : [159]
|
أديبة وشاعرة لبنانية
|
رد: الأديبة الشاعرة أمل طنانة في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين عرعا
أسعد الله صباحك ياعزيزي..
وكيف أملّ من أسئلتك وأنا أكثر منك سعادة بهذا الحوار التّاريخي في حياتي؟؟
هل تعلم أنّه أطول حوار من حواراتي الأدبيّة خلال 30 سنة من الشّعر؟؟!!!
كتاباتي من البداية وحتّى اليوم مازالت تقارب الخربشات والهذيانات!!!
اكتشفت بعد هذا العمر أنّني مازلت أبحث عن الكلمة الّتي لم يقلها أحد من قبل!!!
مازلت تلميذة في أوّل صفّ من صفوف الكبار.. إن قبلوني تلميذة!!!
رغم هذا أشعر أنّ لي بصمة مختلفة عن غيري من شعراء الكلاسيكيّة..
صحيح أنّني مازلت أعاند الحداثة في شكل القصيدة، لكن ربّما قاربتها في المعنى، وخصوصاً في قصيدتي: جموح رؤى..
قصائدي تطوّرت كثيراً في السّنوات الأخيرة..
بات همّ القصيدة يؤرّقني أكثر من ذي قبل..
باتت صفحاتي تطالبني بحبر أنقى وحرف أبلغ...
هذا التّغيّر الّذي بدات ألمسه في حرفي ناتج عن تغيّر طال ذاتي بسبب نضوجي وتقدّم العمر .....
رغم أنّي امرأة متعدّدة الوجوه والأعمار..
كثيراً ماتلحّ عليّ طفولتي، فأجدني أحتضن دميتي بقوّة، أو أتشيطن مع بعض صديقاتي في مغامرات طفوليّة ساذجة..
وفي أحيان تطلّ على ذاتي مراهقتي بطيشها ونزقها وتهوّرها..
فتجدني أفتح خزانتي لأختار من ألوان ملابسي أكثرها زهواً وتألّقاً، وأستعمل أكثر أنواع العطور ثورة وجنوناً..
ثمّ أتوسّل مرآتي كي تساعدني مع بعض المساحيق على محو خطوط التّجاعيد الدّقيقة الّتي أنشبت أظفارها تحت عينيّ..
وربّما عثرت في بعض الأوقات في مرآتي على العجوز الّتي تحاول أن تثقب على رخامة قبرها بيتين من الشّعر تنهي بهما حكايتها الطّويلة!!!
القصيدة ياعزيزي تطلب منّي دائماً أن أتجدّد..
أن أوقظ في نفسي كلّ هؤلاء النّساء لتعيش الكلمات والحروف متعلّقة بأذيال أثوابهنّ..
تريد قصيدتي منّي كلّ وجوهي في أوقاتها وحالاتها الغريبة..
وأنا سأقدّم لها دائماً صدق مشاعري في كلّ لحظاتي..
أمّا عن رضاي عمّا كتبت، فهذا مالن أدركه يوماً..
مزاجيّتي عزيزي يسين خرّبت أحلى مانسجته حروفي في حياتي من كلمات..
وأجمل قصائدي تلك الّتي مزّقتها في بعض من ثورات جنوني..
طبعاً كان يمكنني أن أكتب أفضل بكثير ممّا كتبت، لو دوّنت كلّ ما أملاه عليّ الشّعر...
لكنّني كثيراً ما خذلت الشّاعرة الّتي تعيش في أعماقي..
فاستسلمت للبكاء لحظة ولادة الشّعر وتركت الدّمع الفاني يمحو الحبر الخالد..
سأحاول أن أتعلّم للمستقبل ..
قلت: سأحاول..
لأنّي أثق بأنّي: لن أتعلّم!!!!
أشكرك جزيل الشّكر..
|
|
|
|