(هوة كيوان ) قصة قصيرة بقلمي مترجمة إلى الفصحى
"هوة كيوان "
قبل أن تولد كانت حلما فتح ستاره على القلب ، تلهو في شراييني ، تكتب اسمها على صفحة القلب ،حروف عينيك سكبت الربيع ، ما زلت تضحكين ، تلعبين ، تبنين من تراب القلب قصور الماضي .مازلت غيمة حرة تطير تطير بأجنحة من نور تحط تحط على مرقب القلب تذيب قصور الطفل الملك ، الطفل الملك يبكي على قصره ، غيمتك تبكي معه يبكي عليك ، يبكي على قلبه الذي ذاب ساقية " في هوة كيوان " ، إسمك ينبت على صفحة قلبه ، أمسك صفحته طواها بين يديه ، ربطها بخيط أخضر ، ألقى بها "في هوة كيوان "، هوت هوت لا يدري أي يوم تصل فيه .. في الشتاء ، في الربيع ، في خريف قلبه الذي ادخر خضرة الأيام في غيمات الصمت . الطفل الملك كبر، كبر ، ولكن قلبه لا يزال طفلا أودية الذاكرة تفتح الذكرى، تذكر" إيسماو" القلب ،" إيسماو " كبرت هي الأخرى.. "إيسماو" ما زالت تلهو في أوردة القلب قصرها لا يزال مشيدا ، ضحكتها تطير خضراء ، تطير خضراء بيننا ، " إيسماو" تتبع الربيع ، متى تمسك الربيع .. هذا العام العام المقبل ، لاأدري لا أدري ..." إيسماو" هاهناك في السماء ، " إيسماو" هاهي ذي تلهو ، هناك تضحك " إيسماو" أمسكت الربيع ،" إيسماو " سوف تعود ،" إيسماو " لن تعود ، لن تعود ،" إيسماو" طارت ، طارت ...تركت قلبي وحيدا ، الليل أسدل ستاره ليل ينار سميك ، سميك ... الموقد يشتعل ، يشتعل النور ضئيل ضئيل ، وجهي استطال والنور.. إستطال ، استطال تمدد على الباب هما هما حيا ... إستطال استطال واللهب تضاءل تضاءل ، شحب ، شحب إنطفأ ، إنطفأ . اللهب يقتات من قلبه إلى أن ذاب، إلى أن ذاب عيني انطفأت إنطفأت فتحت ستارها دخلت عالم الحلم : " شيخ القبيلة على جواده الأصيل ذلك الكميت نزل على صهوة جواده ، سيفه في يده ، الوردة الحمراء أعطانيها أعطانيها قبل أن يترجل .. الوردة تلك قلب انفتح عليها هي ، تلك التي ولدت في ذات يوم هارب من "هوة كيوان" ...خط اسم" إيسماو" بسيفه على الأرض قال لي : إنزل وتفحص هذه الكتابة ...قلت له : هذه " إيسماو" قال لي : قف ، " شيخ القبيلة" شق هذا الإسم نصفين قلت له : لماذا قسمته نصفين هكذا قال لي : من هنا ستولد حياة الأحرار قلت له : متى ضحك امتطى جواده ، قال لي : الوردة ، الوردة شب جواده على قائمتيه الخلفيتين صهل ، صهل.. الليل أصبح صهيلا قال لي : في السنة الخضراء ، في السنة الخضراء ، اء .اء. اء. اء .،......... إستيقظت ، الإخوة نائمون ، اء.اء.اء.اء.لا تزال ترن حية في أذني قمت ، صليت ، دعوت الله لبست البرنس ، خرجت الأرض مبتلة ، قلبي بارد ، بارد ، عقلي يشيد التذكر يوما بيوم ، ليلة بليلة ، شهرا بشهر ، سنة بسنة .. السنة سعيدة ، المطر ينزل ، السماء قطبت جبينها ، الغمامة حبلى بهمي ممتلئة ، ممتلئة.. إنفجرت ، إنفجرت أطلقت خيوطها أغصان الزيتون تدخر الإخضرار تبللت بخيوط المطر ، خيوط الزرع تضحك على خيوط المطر المنهمرة من السماء المستقرة في قلب الأرض ، الأرض تفتح عطشها شربت ، شربت ، غسلت أثر العطش.. همي شربته الأرض، شربته الأرض ...عطش القلب صيف طويل طويل أودية الذكرى جفت ، جفت .. السماء قاسية كالحديد القلب أصبح عطشا ، أصبح عطشا . الصنوبرة العجوز لاتزال على قيد الحياة ، لاتزال خضراء ، لا تزال تدخر في أكوازها عطش المناجاة ، عطش العيون ، عطش الأنامل وهي تتذكر شقرة شعرك الطلق .. شعرها المرتشف الشمس حينما هوى نهرا صامتا بين الأنامل ... يا الله أرهقتني شقرة التذكر ، الأنامل ترتعد من برودة ينار ، القلب يرتجف من التذكر ، من التذكر . إستيقظ الإعصار، أثره بارد من جهة الجبل ، الأرض صقيع ، السماء صقيع ، القلب صقيع ... الإعصار أصاب حرثي يا" إيسماو" انت حرثي ، يازرع القلب النابت في أوردتي ، يازيتونة الذكرى الخضراء ، أنساك ، أنسى قلبي ، أنسى الذاكرة الخضراء أنسى "قبور الأسلاف " أنسى" تيديس النور" أنسى " أنزار" وعرس الأرض أنسى "أنزار القلب " الذي نسج عليك خيوط النور، أنسى عينيك الخضراوين أنسى ثلجهما أنسى "صوان شهر ينار" حينما أشعل القلوب بلغة العيون ، أنسى جليد الشفاه حينما أذابته العيون قطرة قلب بيننا، أنسى ، أنسى " قلبي الطفل الذي يلهو بيننا" انسى لغة شعرها بين الأنامل ، أنسى " أنزار" حينما غسل قلبينا بماء الغيمة ، أتنساني ، أتنساني وأنا فارس قلبها ، أتنساني ، أتنسى " النسر الذي تعلم الطيران في خضرة عينيها بين شتائها وربيعها" أتنساني ، أتنسى ربيعها ، ربيعها ، إمسكي الربيع يا " إيسماو" إمسكي إمسكي الربيع ، إمسكي الذكرى ، إمسكي " هوة كيوان"
ترجمها عادل سلطاني عن القصة الأم بالأمازيغية الصادرة يوم الإربعاء 11 أفريل 2001 إلى الفصحى يوم الخميس 15 جويلية 2010 ببئر العاتر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|