[frame="15 98"]
السلام عليكم أخي جمال سبع..جميل جدا أن نتواصل عبر شرفة أخينا الغالي يسين.. والأجمل أن ألقى هذا الترحيب اللطيف من إخوة قرأتُ لهم مستمتعا ..أحببتهم ولم أرهم ولم أعرفهم !!
أعود إلى أسئلتك :
1 ـ الحديث عن الحداثة وما بعد الحداثة ضرب من ترف القول ! التطور والتجديد طبيعة في الأشياء عموما...وللحداثة في الأدب العربي مفهومان متضادان..جديد غامض عن قصد ، وجديد غامض عن غير وعي ! لأن مهمة اللغة التواصل وأن يكون المعنى واضحا ليؤدي وظيفته..فهناك نصوص لا يفهمها حتى الذي كتبها ! ويزعم أصحابها أنهم حداثيون لأن المتلقي لا يصل بإدراكه إلى فهم مقاصد تلك النصوص ! فكل مبدع لا يصل إلى المتلقي بسهولة لا يعد مبدعا في نظري.. هناك تراكيب وسياقات ومعان وصور معقدة موغلة في الغموض ما لم نألفه في أدبنا .. وكأنك تقرأ نصا مترجما ترجمة ضعيفة غير واعية! فهل تعد الكتابة الخادشة للحياء العام حداثة لأن المبدعين الكلاسيكيين أومأوا إليها وأشاروا ولم يصرحوا بها؟ هل الكتابة في الجنس تعد حداثة؟؟؟ هل الكتابة في المحرم عرفا حداثة؟؟؟ فالحداثة التي لا تؤسّس لفعل إبداعي له دلالة وله غاية وله نفع لا تعد حداثة حسب رأيي المتواضع.. فالحداثة الحقة هي التي تتكئ على أصالية الفعل الإبداعي آخذة به إلى مستقبلية استشرافية مبنية على مبادئ وقيم متوارثة أصلا .. لا تلغي الثوابت ولا تعبث بالمتغيرات ..فالحداثة ليست فوضى .. وإن أردت الصدق فأدبنا المعاصر شعره ونثره هو في مرحلة ما قبل الحداثة !!!
2 ـ مع التطور التكنولوجي الهائل والسيل الجارف من المعلومات يمكن فعلا للكتابة أن تتطور.. لأن التواصل اليوم مع الآخر أصبح حتمية ويتم بسرعة رهيبة ، والاطلاع على نتاجات الغير صار أمرا يسيرا وفي متناول الجميع..فعملية الأخذ والعطاء أضحت عملية سهلة وغير مكلفة.. فالشبكة العنكبوتية وفـّرت على المتواصلين الجهد والوقت ، فأصبحت الزمكانية وأبعادها منصهرة في بعد واحد ..فزالت الحدود وأصبح المبدعون لا يخشون الجغرافيا ومعيقاتها ولا الأنظمة ومثبطاتها..فالعالم الافتراضي مناخ خصب لتطور الكتابة إلى حد ما...
أرجو أن أكون قد أجبت عما سألتَ أخي السبع ..تحيتي..
[/frame]