الموضوع: انتظار القطار
عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 07 / 2010, 03 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
عبدالله فراجي
كاتب نور أدبي ينشط
 





عبدالله فراجي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

انتظار القطار

انتظارالقطار


-- 1 --

اَلصَّمْتُ كَالْجُنونِ فِي مَدَاهْ ..

وَ حَائِطُ الحُضورِ سَاكِنٌ خُطَاهْ،

لَيْسَ فِيهِ سُلَّمٌ لِيَعْشِقَ السَّماءْ ..

وَ الرِّيحُ عَابِرٌ هَوَاهْ ،

وَ المساءُ غَارِقٌ في صَمْتِهِ..

حُلْمٌ لَهُ انْثَنَى الطَّرِيقْ..

فِي مَرْكَبِ الْقَراصِنَة..

وَ زُمْرَةُ السُّيوفُ عَاوَدَتْ مُروقَهَا ..

كَأَنَّهاَ انْسِيَابُ لَفْحَةٍ مِنَ الْجَحيم ..

لَمْ يَرْعَوِي هُناكَ في السَّغَبْ ..

وَ لا تَحَوَّلَ الرَّمادُ فِي اللَّهَبْ..

شَرارَةٌ فِي جَوْفِهِ..

تَأْتِي وَ تَنْمَحِي ..

كَأَنَّها رُمْحٌ يَغُوصُ فِي حَشَاهْ..

وَ الْخَوْفُ كَانَ يَخْتَفِي فِي مِعْطَفِهْ ..

بَيْنَ الْخُيُوطِ .. فِي دَمِهْ ..

وَفِي ظِلالِهِ الصُّقوُرُ وَ السَّحَابْ..

وَ جَوْقَةٌ مِنَ الْكِلابْ..



-- 2 --

أُنْشُودَةُ الْعَشِيقَةِ الْمُعَذَّبَة،

تَنُوءُ فِي الْجِبَالِ وَ السُّهولْ ،

وَ تَعْتَلِي مَتَاهَةَ الإِلَهِ " مَارْسْ "،

وَ فِي يَمِينِهَا قَوارِيرٌ ذَهَبْ،

لِتَرْتَوي فِي سَاعَةٍ مُغَبَّرَةْ ،

لِتَرْشِفَ الْعِشْقَ الْحَزِينْ..

عَلَى رَصِيفِ مَقْبَرَةْ،

فَيَغْضِبَ الإِلَهُ مِنْ عَشِيقِهَا،

وَ يَقْذِفَ الْجِمَارَ وَ الْحِمَمْ ..



-- 3 --

اَلدُّمْيَةُ الَّتِي تَمَزَّقَتْ يَدَاهَا فِي الْغِنَاءْ ..

كَانَتْ هُنَاكَ فِي انْتِظَارِ حُبِّهَا،

فِي غَيْمَةٍ مِنَ الْهَباءْ،

تُرَاقِبُ الْمُسَافِرينْ،

وَ الطُّيورَ،

وَ الْقِطَطْ،

وَعَيْنُهاَ عَلى الْمَسَارْ..

وَ الْجِدَارِ وَ الْمَدارْ..

تُرَاقِبُ الْقِطارْ ..

وَتَرْسُم ُالْحِكايَةَ الْمُحَنَّطَة ..

فِي جَبْهَةِ اللَّيْلِ الطَّوِيلْ،

لَعَلَّهُ يَعُودُ بَعْدَ حِينْ ..

لَعَلَّهُ يَكونُ بَيْنَهُمْ كَأَيِّ عَائِدٍ ..

مِنَ الْجَحِيمْ .



-- 4 --

وَ عِنْدَمَا حَلَّ الْمَسَاءُ..

مُقْبِلاً مِنْ عَالَمِ الأَمْوَاتِ كَالشَّبَحْ ..

وَ لَمْ يَعُدْ عَلَى الرَّصِيفْ..

مُنْتَظِرٌ،

وَلاَ قِطَطْ..

تَنَاثَرَ الْجَمِيعُ فِي يَوْمٍ رَتِيبْ..

وَ كَانَ حَارِسُ الْقِطَارِ..

يَحْتَسِي شَرَابَهُ الرَّخِيصَ،

فِي وَقْتِ الْغُروبْ..

وَيَرْقُبُ الْوُجودَ فِي صَمْتٍ رَهِيبْ.


وجدة في 07-11-2009


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع عبدالله فراجي
 
أَحْضُرُ في مِحْرابِ الْعِشقِ وَ زَخْمِ الآهاتِ ..
وَأُمَزِّقُ كُلَّ دَفاتِرِ أَشْعاري ..
أَسْكُبُها خَمْرًا..
أَشْرَبُها غَدْرًا..
عبدالله فراجي غير متصل   رد مع اقتباس