قصيدة روحية مهداة إلى الشاعر " حسن إبراهيم سمعون" بعنوان " شكوى ومرض"
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفاضل المبدع " أبا إبراهيم "
أيها العزيز الغالي لقد طلبت زهيدا وها أهديك قصيدة مترجمة لشاعر الأمازيغية الكبير " محند ءو محند " " محمد بن محمد" الموسومة : " شكوى ومرض " فيها من البوح الصادق والمناجاة .. المحلقة .. وهي تحمل ذلك البعد الوجودي ..أرجو أن تجد في أفيائها المتعة .. هذه القصيدة المختارة من كتاب الباحث الجزائري " عبد الرحمان بوزيدة " الموسوم : " الحوار الرفيع بين الصوت الأمازيغي والحرف العربي .."الصادر عن دار الحكمة للترجمة والنشر الجزائر1990 لقد قام بترجمتها الباحث عبد الرحمان بوزيدة وأعدت ترجمتها منثورة لأن مترجمها الأول ترجمها موزونة لذا ارتأيت أن أترجمها محافظا على المعنى ماوسعت في ذلك الجهد والقوة .. وسأترك القارئ الكريم يستمتع مع هذه الفلذة المختارة لشاعرنا الفقيد الجوال ...
شكوى ومرض
أيها الرحيم
سبحانك أنت العظيم
ياسيد أناسي دون حصر
وهبت العيش كرما منك
وأهديت للبشر
ماعجز أن يحصل عليه الإنسان
العاقل من يبقى
بلا دين ولا شكوى
لا نخشى الجوع .. كلا
الرازق أنت إلهي
تحيي وتميت أنت يا إلهي
قد جعلت لكل وطنا
وهبت الرزق للبعض
أينما سار يجده
وقدرت للبعض الشقاء
كثرت زلاتهم وازدادوا عشقا
مع ما اختاروه في شرود
سبحانك أيها الأوحد
وجب الحمد
صبرنا لقضائك
لما كان الحظ قائما
كنت هائما بالمعرفة
أقتفي كل حرف
ساخط أنا الآن
تعمدت الوقوع في الخطيئة
عرفت الدرب دون أن أتبعه
إستدار المركب للصفير
سمع الجميع هذا الصفير
كم برأ الله من بشر
راقب الركاب ربان السفينة
فتش الحراس تذاكر الركاب
وانتشروا على جانبيها
من كان عاثر الحظ مثلي
سافر أصحابه وتركوه
ونعتوه بمدمن الأفيون
قلبي يرتج
إن هذا القرن منحرف
أوصدوا الأبواب دوني كاليتيم
فأغثني ياسيدنا علي الأسد
آه يابن السيد
أزح عني الضباب
هلكت هلاكا أسودا
يتفاقم كل يوم
دنا مني الأجل
أرهق قلبي المسكين
أعرض عنه العارفون
ترك وحيدا بين الأنام
رضيت بقضاء الله
غفر أو عاقب
ما للإنسان حول
كل فرد أخذته ريح محنته
وأضلته عن السواء رغما عنه
سائر هو نحو الهاوية
ياعباد يا أخي بين العباد
كيف تحافظ على الأوراد
وتتوب وتستريح الروح
وتبحث عن رباط مع الصالحين
يتطلب ذلك فهما و مساءلة
ولاشيء غير ذلك
صحيفة بلاياي طويلة
مصابي لا مثيل له
لم يحس أحد بحالي
الكل يرجو القربان
يتمنى من خلاله النجاة
دائي لا طبيب له
محنتي لم يطلع عليها أحد
لا يراها الراؤون
إلا من يعرف سر الحرف
ربي ياعالم الخفايا
يامن تعلم الموجوع
من جهتك أرجو الإنعتاق
يامن ناجيناه ليلا ونهارا
ومن ناجيناه مرارا
ليس لي حظ في الخير
ربنا أنعم على البعض
يتمطون في النعيم
لا يفارقون الحبيبات
والبعض ملقى في السجن
ولا يظهر عليه أثر السجن
ولا يعلم بحاله أحد
يامصيري كم تعبت
أهلكتني الخمر
كفاك الآن عبثا
لو عرضت على القاضي
دفعت له كل ما كسبت
سلب مني نصيبي
خذ الهازئين إلهي
وليفقدوا الحسان
ألهب الأكباد نارا
ضارعون يا إلهي لك
فلترحم من أصبح رهين
العشق والإفلاس
قرأت كتابك سطرا سطرا
أقمت صلاتي
كنت شهيرا مهاب الذكر
لما هرمت وتآكل الجسد
هزئ الآراذل مني
وغزاني الخوف والقلق الر هيب
ياسلطان "عمراوة"
ياسيدي" بالوا "
ياصاحب السنجق يامهاب
سقيم هل من دواء ؟
أنت من نأمل أنت المبتغى
نطلب كرمك السخي
خلصني من الأفيون
إستبدت بي النشوة
من صباي إلى المشيب
مكين هلاكي
أتآكل حينا بعد حينا
كلما يلتئم الجرح ينفتح
فطبيب الداء إستعصى عليه الدواء
المدائن لم تره
سألت كل ذكر وأنثى
أعدوا حجر القبر
قبل وصول النعي
فأنا سأغادر عما قريب
أرجو رحمتك يا إلهي
أنا كميت قبضته إرادتك
لكنني لا ألقى راحته
جسمي يذوب كشمعة
مختنق غيضا
نجني من الذبح
تكتم أيها القلب إصبر
حان دور المتهكم
إنحني تزول المحن
قلبي بلغ الحلق
كم لاقى عذابا
يزداد مع مرور الأيام
خبا النشاط
مهمل هناك في ركن جدار
الشهر كما السنة
كميت تحت لحد
فقد كل آماله
المغفرة أيها الأحباب
رجوت عطفك يا إلهي
ها انتهيت
لا أبالي بالحياة
أبتليت بالصقيع والهواجس
الجدار أصبح مؤانسي
وحيد مع أعمالي
تجلد أيها القلب إصطبر
لاتتمرد لا تثر
لن تكون مختارا
هوى بي هذا القرن
ذوى غضن مجدي
سخر الكل مني
لما كنت فارسا
تزاحموا حولي
تعلموا الكثير مني
لما أفل نجمي
لم يسمع مني أي كلام
سألاقي آلاما أخرى بلا شك
أيها العاقل
الحديث قياس
لن يباح السر
دنياك غريبة
تحابي كل ذي ريبة
كم عرفت هذه الشاكلة
بعضهم يأكل النار
فاته كل شئ لم يعد يامل
كل هذا ألم منك أيها الإله
ترجمها لكم عادل سلطاني يوم الأحد 25 جويلية 2010
|