عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 07 / 2010, 40 : 08 AM   رقم المشاركة : [1]
نعيم الأسيوطي
رئيس قسم الأدب المسرحي في نور الأدب - عضو اتحاد كتاب مصر- عضو نادي القصة بأسيوط
 





نعيم الأسيوطي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

خط دفاع - قصة قصيرة - للكاتب / نعيم الاسيوطي

خط دفاع

هرب الفتي المدلل أبو قردان من ارض الأجداد .. أرض كانت تروى من شرايين القلب والمخ .. زرعها اخضر ومثمر من حبات عرق شهري يوليو وأغسطس والدموع المتساقطة من عيون صقيع الشتاء .. لها سور من الحب والدفء .. وباب تخرج منه الزكاة .. وعند حساب صراف الجمعية تأخذ نفسا عميقا وتقول : ادفع بالتي هي احسن . كل هذا لم يورث الفتي المدلل أبو قردان أية صفة من صفات أجداده فهرب من أرضه متمردا علي اللون الأخضر والماء الوافر وأكل الديدان .. هرب لأنه رأى قردانة أكثر منه بياضا ولها منقار أملس مثل ثلج الشتاء .. الأرض اشتكت واهتزت .. فاضت عيناها بالدموع .. أبناؤها القرادين هربوا إلى أرض جرداء طمعا في الراحة .. صرخت بكل اللغات لوسائل الأعلام المرئية والمكتوبة : خط دفاع الأرض سوف تقتله الأرض الجرداء .. الجراد ينهض من القبور ويتحرك بسرعة البرق الي أرض الأجداد .. جاءوا من كسرى وفارس والفرنجة و.... – الفتى المدلل عشق القردانه ونوم الحرير .. الأرض تقترح لمن حولها أن يصنعوا خيال المآته ويلبسوه جسد ووجه أبو قردان .. القردان الحي يسكن القبور في أعلى الجبال .. الجراد الميت يهبط إلى أصل وفصل الأرض ويلتهم النبات الأخضر حاملا فوق ظهره النمل الصحراوي لهدم البيوت .. هرب الموتى قبل الأحياء من القرية .. تاء النسوة نفشن شعورهن وخلعن الساتر عن المستور .. يرقصن بلا استحياء .. الجراد يشرب من صدورهن ماء الحياة .. كثرت حفلات اللهو .. تحول الضمير إلى فعل ضر .. لغة المهاويس تبتلع في جوفها رمانة العدل .. الجراد يمتلك والنمل الجلاد يقتل .. أرض الأجداد لبست الكفن بلون الطين .. شيعت جنازتها في ليلة سوداء مثل الطين ودفنت في أرض بلا طين ولا عزاء لاحد : باع .. هرب .. صمت .

***


نعيم الاسيوطي
مساء السبت
28 / 2 / 2009

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نعيم الأسيوطي غير متصل   رد مع اقتباس