01 / 08 / 2010, 20 : 09 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: حين تنفتح بساتين القلب
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/92.gif');border:4px groove purple;"][cell="filter:;"][align=justify] أزهر الربيع مجدداً وأشرق الصباح
طلعت يا نفحات وطن وإبداع يصعب عليّ التنفس إن لم أتنفس حروفه
يا صديق العمر ووجوه الأهل والأحبة..
حين أهلت عليّ هذه الرسالة كشروق شمس على قلب طال ليله ووجدتني في بساتين حروفك بين زهورها ورياحينها بعد عناء مسير طويل في صحراء قاحلة خلت من كل شيء إلا من الشعور بتعب وإرهاق مزمن تجمدت معه كل حروفي ولفني الشرود والذهول الذي تجرعت فيه مرارة كؤوس غربة الأيام والليالي خلف قضبان سجن منسوج من أشباح ألف علامة استفهام وتعجب كانت تجلدني وسط هذا الصمت الموحش....
ها أنا من جديد في بستان حروفك حيث الماء والهواء والشعور بالأمان
قد تسأل نفسك ويحق لك السؤال:
مرت أيام وهدى لم تجب بعد على رسالتي ؟!
لا تلمني ولا تأخذك بي الظنون.. ما زلت أحاول يا صديقي أن ألتقط أنفاسي وأعود عينيّ على احتمال نور الشمس بعد ذلك الليل الطويل الذي كان وكأنه الدهر طولا، فللفرح والأمان حين يأتينا بغتة صدمة وشرود وشرقة دمع تشبه صدمة الحزن..
وكأني أعود بعد موت وأبعث بعد فناء وأتنفس بعد أن كدت أستحيل جماداً
ألتقط أنفاسي لأقول لك:
كنت أنتظرك على كل المفارق والدروب وأنك عندي أكبر من جفاء عابر وفي حياتي أعمق وأبقى من كل حزن العالم وأفراحه
أقسم بالدم المشترك الذي يسري في أوردتنا وشراييننا، هناك في الأمسية كنت معك وإلى جانبك على المنصة بجانب الغالية مادلين والآخرين تارةً وبين الحضور تارة أخرى
بحقك عندي يا صديق العمر وشقيق الروح والنفس ما أخلفت لك موعد أمسية ولا ملتقى ولا أي مناسبة وكنت دوماً إلى جانبك بكل روحي ووجداني وإن لم أكن بجسدي..
أتعرف يا طلعت
حين نمرّ بأزمة مع من نحبهم ويحبوننا ونخلص لصداقتهم ويخلصون لصداقتنا
نتألم ونذبل وتظلم الدنيا في أعيننا ونفقد الشعور بالأمان لكننا أبداً لا نفقد الإيمان بمكانتنا وأهميتنا عندهم ونعاند أنفسنا ليس إلا، فالقلب لا يغش والروح لا تخدع والدماء لا تخون وصدق المشاعر حبلُ متين أشبه ما يكون بجهاز الهاتف تشحنه الأرواح وصدى الصوت فيه لا يصل من فراغ إما صدٌ وإما رد لكن الإنسان بطبعه يتحايل على هذه الملكة ويخدع نفسه سلباً حيناً وإيجاباً أحياناً...
ومهما خدعنا أنفسنا فالغالي لا يهون والمحب لا يكره والدماء لا تستحيل ماءً
نقول أشياء كثيرة ونأخذ مواقف لا نعنيها بما نتوهمه الكرامة والكبرياء،ونبدو في كل هذا كممثل يلعب دورا لا يشبهه فوق خشبة مسرح الحياة..
الكبرياء بالأهل عزه والكرامة بالأحبة تصان والعناد نصلٌ نجرح به أنفسنا ونحجب به شموسنا..
أي جحود وأي غرور وأي عناد وأنا التي أعرفك أكثر مما تعرف نفسك؟؟
ما زالت قلوبنا أصفى من خطاياها وأرواحنا بساتين أخصب من جدب صحاريها
تعال نفتح نوافذنا للنور والمطر ونترك الشمس تدخل غرف القلب وياسمين الروح والشعر والإبداع يعرش مجدداً على شرفات العمر وتمتد زهوره البيضاء بشذاها العطر فوق كل الدروب جسوراً من المحبة النقية الطاهرة والبلابل تشدو لحن الوفاء
تعال نواصل السير في شارع العمر ونغرس في تربة دروبه زهور نبضاتنا الدافئة للعمر شلال عطاء وما بعد العمر للزمن لوحة وفاء...
ومن يفعل إن لم أفعل أيها الغالي؟
اغسل عنك التعب فقد أزهر الربيع مجدداً وأشرق الصباح
هدى الخطيب
في 1 آب / أغسطس 2010
[/align][/cell][/table1][/align]
|
|
|
|