عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 08 / 2010, 11 : 01 PM   رقم المشاركة : [5720]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: فنجان قهوة ... ومساحة من البوح

أحبائي
أشكر مرورك الجميل والغني والمفيد إن شاء الله على طرحي لكفالة اليتيم ورعاية المسن .. طبعا ً أنا لم أقصد أن أستفز مشاعركم فأنا أعلم تماما أن لا أحد على وجه الأرض يلقي بوالديه إلى مأوى العجزة ولكن أنا للأسف ما أرغب بالتوصل إليه ليس هذه النقطة كما بدت لكم جامدة .. باردة .. مسكونة بالظلم ..
بما أنني مقتنعة جدا بالفكرة ومضى زمن طويل وأنا أفكر بها فدعوني أشرحها لكم لأنها لا بد أن تأخذ حقها في الشرح والتوضيح ..

قبل عقود من الزمن ليست بعيدة جدا كان الطفل يذهب لمدرسته مشيا ً على الأقدام لم تكن هناك حافلة تقله .. كان يقطع مسافة طويلة مشيا ً على قدمية تحت حبات المطر ولسعات الشمس وهبات الريح .. كان يدخل صفه وقد لا يجد له مقعدا ً .. النوافذ ربما كانت مخلوعة أو مكسورة لدرجة أن الطفل لم يكن يحسن مسك القلم بين أصابعه من شدة البرد .. كل هذا لأجل أن يتعلم ..
اليوم الطفل يذهب للمدرسة بحافلة مكيفة .. يدرس في صف مريح مكيف .. هناك طبيب يعالجه إن ألم به وجع .. هناك مرشدة نفسية تحل له مشاكله .. مدرسته لا تكتفي بالتعليم بل تقوم بتنطيم الرحلات المدرسية والتي تكون أحيانا خارج البلد .. هذا طفل يتعلم وذلك طفل يتعلم .. ما الفرق ؟
هذا المسن الذي درس بمدارس كهذه وعمل بوظائف مهمة وعاش حياة كريمة كيف سيقضي شيخوخته .. في منزل لوحده لأن الجميع غارق في عمله وفي دراسته وربما في سفره .. ستكون الخادمة هي الوحيدة المسؤولة عنه والمرافقة له لكنه يعيش وسط أسرة لا يرى منها أحدا لأن الحياة تأخذ كل إنسان في تجاه.. ليس بإرادتهم بل هي الحياة ..
هذا المسن كيف يقضي وقته ؟
المسن عادة يحب أن يتحدث مع من هو في جيله تقريبا ً وهذا أمر لم يعد متوفرا ً لأن جميع المنازل وطريقة السكن إختلفت ولم يعد المسن يرى أي مسن آخر إلا بموعد مسبق وضمن ظروف صعبة إن لم تكن مستحيلة ..
هذا المسن يحتاج الخروج للتنزه .. للرفاق .. للعلاج .. للقراءة .. لتبادل المعلومة .. لمتابعة برامج معينة على التلفاز ..وووووالخ
مهما كانت الأسرة سعيدة ومترابطة ومتلاحمة لن توفر لهذا المسن أي شيء لأن ظروف الوقت والعمل لا تسمح .. ستوفر له المأوى والطعام فقط أما ما يخص حالته النفسية لن تستطيع عمل شيء وسيستسلم المسن لأن الحياة بالنسبة له انتهت وهو ينتظر الموت الذي قد يطول انتظاره له ..
لماذا لا يوجد دور للمسننين على غرار المدارس التي كانت تستقبل طفولته .. حافلات مكيفه تنقله حيث يشاء .. غرف نوم مكيفة ومريحة .. صالات وحدائق للإلتقاء برفاقه المسنين .. قاعة للمكتبة للمطالعة .. صالة للتلفاز لمتابعة أخبار الدنيا .. طبيب يتابع حالته الصحية .. مرشد نفسي يهتم بشيخوخته كما كان يهتم بطفولته .. رحلات داخلية وخارجية يتنفس فيها المسن .. لماذا لا يرتب المسن لشيخوخته وهو في عز الشباب حتى لا ينفر من الشيخوخة ويخاف منها .. كما نهيىء لأطفالنا مستقبلا ً باهرا ً فلنهيىء لشيخوختنا مستقبلا باهرا ً طالما أن الموت والحياة بيد الله وقد يمضي الإنسان طفلا ً عشرون عاما ً على الأكثر لكنه قد يمضي مسنا ً عقودا ً لا أحد يعلمها فلماذا نضع أنفسنا في قبور منذ الآن .. لماذا لا نرتب لشيخوختنا طالما أنها جزء من الحياة ومن المستقبل .. من قال أن الحياة تنتهي في سن الخمسين أو الستين أو السبعين أو الثمانين .. لا أحد يعلم ..
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل