رد: خواطرإيمانية تأليف الدكتور أحمدفريد ... جمع وتقديم : حسن الحاجبي
وما قدروا الله حق قدره
****
... الله عز وجل يعلم ولا يحاط به علما لعظمته عز وجل . كما أنه عز وجل يرى في الآخرة ولا يدرك لعظمته عز وجل .
فنحن نعلم من أسماء الله عز وجل وصفاته , ولكن عقولنا القاصرة لا تحيط علما بالخالق عز وجل كما قال تعالى :"ولا يحيطون به علما " وكما في الحديث " أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ,أو أنزلته في كتابك ,أو علمته أحدا من خلقك , أواستأثرت به في علم الغيب عندك " فلله عز وجل أسماء استأثر بعلمها , ولا يعارض هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " أي من جملة الأسماء تسعة وتسعين اسما كما في قوله صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض " أي من جملة درجات الجنة مائة درجة للمجاهدين .
فالله عز وجل يعلم ولا يحاط به علما لعظمته , وهو كذلك عز وجل يرى في الآخرة كما قال تعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " ولكنه عز وجل لعظمته لا يدرك كما قال تعالى " لاتدركه الأبصار " فالإدراك فوق الرؤية , فقد تحصل الرؤية ولا يحصل الإدراك , وقد سئل ابن عباس رضي الله عنه عن قوله تعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" وقوله تعالى " لاتدركه الأبصار "فقال : سوف أضرب لك مثلا , أفترى السماء ؟ قال , نعم , قال : أفتدركها ؟ قال , لا , قال : فالله أعظم وأجل .
وقد نهانا الشرع أن نتفكر في ذات الله عز وجل شفقة على عقولنا , ولكن أمرنا أن نتفكر في مخلوقات الله , فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا تفكروا في الله وتفكروا في مخلوقات الله , فإن الله خلق ملكا قدماه في الأرض السابعة السفلى , ورأسه قد جاوز السماء العليا , مابين ركبتيه إلى عقبيه مسيرة ستمائة عام , وما بين عقبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ستمائة عام , والخالق أعظم من المخلوق " .
فكيف يمكن للإنسان أن يتصور خلقا من خلق الله عز وجل بهذه العظمة ؟, وإذا عجزنا عن تصور المخلوق فكيف بالخالق عز وجل ؟ .
قال تعالى :" وما قدروا الله حق قدره , والأرض جميعا قبضته يوم القيامة , والسماوات مطويات بيمينه , سبحانه وتعالى عما يشركون ".
للحديث بقية ...
|