خيول الهمس// الشاعر بغداد سايح
الإهداء: (إلى الرسامة الجزائرية ليندة بناني)
القصيدة مهداة إلى نخلة تطاول الحياة و تجد في واحاتها و رمالها ألوان الحب لترسم التحدي و تعود من جديد إلى فلسفة الأرض فالعشق من عراجين تمرها و ظلال المحبة لن تكون إلا و جريدها يهمس لي فأقول:
بأدمُـعي قانـيـاتُ الضّـاد أمْــزُجُـها
إذا دعـتـْـني لنحر اليأس أمْـهُـجُـها
و لستُ أركب لــفــظاً لا صهيل لـهُ
هي المعاني خــيولُ الهـمس أسرِجُها
بــها أسابقُ ريح البـوح مُـحــتملاً
عجـاجَ جرحٍ بأحــزاني يُضــرِّجُها
و أقطعُ الخوف نهراً حـين تـقـفِزُ بي
إلى خـــيــالٍ فيُغريني تهــيُّجُـها
و أسمعٌ العشقَ يعوي في عُـروق غدي
و لا تـــراهُ هُـــياماً سال يُزعجُها
فما تُبلُّـغـُني حُلْماً و يُـسـقِــطـُني
على اخضرارِ الرؤى و الشوقِ أهـوَجُها
أسيلُ فـوق حـشـيشِ العُمْـر ذاكــرة ً
و يُـبْـصرُ الروحَ في وجهي تمـوُّجُها
و يشـــربُ الطينُ أفكاري و يتـرُكُني
لبـــسمةِ الظل أسـقيها و أنضِــجُها
و تشــتهيني ضفافُ الذكــريات دماً
كأنّــني من خلايا الوقــت أخـرِجُها
قبــائلُ الموتِ ظــمأى غيرُ جائـعةٍ
فأوسُـها ترتـوي منّي و خَـزرجُـها
لِـماءِ أمنـيــتي سـرٌّ تُـطــاردهُ
لعـلّهُ في غـضا حظّـي يُـؤجِّـجُها
أنا جـداولُ صـمتٍ تـستـفـزُّ فـماً
و لا يزالُ لـسانُ الغـيبِ يَـمرُجُـها
هَـوايَ عـذبٌ فـُراتٌ منْ ربى لُغتي
و ذاكَ شـكّي أجـاجٌ فيَّ يُـدمِـجُها
أعانقُ الكـلـمـاتِ ابناً و أتـبَـعها
إلــى بحار قـوافيـها فأبـهِـجُها
يكـادُ شـلاّلُ آهـاتٍ يُـدغـدغُـني
و يصفعُ الأرضَ ما لمْ يصْحُ عوسَجُها
يدُ المـسـاء به تصـطـادُ أوردتـي
طويلة َ الكـبتِ أحلامـي تُرجـرِجُها
و للصّـباح بسـاتيـنُ الحكـايةِ لمْ
تُثمرْ لـقاءً و لي صوتٌ يُسيِّـجُـها
لتستفيق َ بـيـاضُ العُمْـرِ أغنيـة ً
على خيوطِ دعائي حيثُ أنـسُـجُها
هنا سـماء الأماني تستريـح ندىً
و يَحضُنُ الغيمُ عينيْها و يُثـلجُها
إذا شمـوسُ المرايا أنبـتتْ شفة ً
أذابني أزرقُ الآفــاقِ أغْـنَجُها
الشاعر:
بغداد سايح
مدينة مغنية/تلمسان-الجزائر
العاشرة ليلا
بتاريخ الأربعاء 01 رمضان 1431 هـ
11 أوت 2010 مـ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|