14 / 08 / 2010, 45 : 03 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
الإعلامية والأديبة مريم يمق / شاعرة وقاصة وأديبة وإعلامية، مشرفة سابقاً عضو الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب
|
صناديق شرهة
[frame="13 85"]
أغمضُ عينَيَّ للحظة أستغفر الله بها وأنا أنظر في وجهك، أغرق في تاريخ عمرك، أتعثر بتجاعيد الزمن فوق بشرة كانت يوما فاتنة تسرُّ الناظرين، كنتُ واحدة ممن تعودوا التأمل في جمالِ خلقك وروعة نطقك وأنت تميسين بقدٍ حسدتك عليه الكثيرات وأيضا الكثيرون!! زرعت غراسا وقطفت ورودا، وارتقيتِ قمما فماذا تريدين بعد هذا؟!
مازلت تسابقين الريح لحصد الزرع بهبوب لايرحم، تزدادين مع غروب كل عام من عمرك جموحا في ميدان سباقٍ تكسبين حينا وآخر تخسرين. أما تعبتِ من الجري وراء أوهام تكدسينها في صناديق شرهة لاتشبع، كلما لقمتها ابتعلت الزاد، وطلبت منك المزيد.. تأمرين من حولك بما تشائين، عليهم التنفيذ دون اعتراض مهما كان الأمر. حتى اليوم تصدرين أوامرك، من لاينفذها سمعا وطاعة تغضبين عليه، تنظرين إليه بعينٍ حمراء ترشقه بشررٍ يحرق داخله، خوفا.. لوما ينبت حقدا عليك.. متمردة عشتِ عمرك، في الصف الأول تحجزين موقفك دائما، بشراسة تدافعين عن رأيك، غصبًا تخطفين النجاح من فم المستحيل. عجيب أمرك تحرمين على غيرك ماتحليلينه لنفسك!! ابتعدي عن طريقي، لاتقفي شوكة في حلق أحلامي، غراسي مازالت صغيرة، طرية العود، خضراء الأمل، تحتاج اعتدال حَرٍّ وبرودة، هدوء أجواء لاتفتك بها رطوبة تملأ رئاتها بملح الحسد، تلصقه معارضتك فوق جدران قلبي الرقيقة، تفتتها بارتعاشات ثورة مفاجئة تحصد الأخضر واليابس. الفرق بيني وبينك أنني لن أملأ صناديق أحلامي بأوهام فارغة تورق ندما، تزهر ألما، وتثمر دمعا يغرق حاملها في بحرِ لا يستطيع منه النجاة. بقلم
زاهية بنت البحر [/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
التعديل الأخير تم بواسطة زاهية بنت البحر ; 01 / 11 / 2010 الساعة 48 : 03 AM.
|
|
|