عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 08 / 2010, 39 : 12 AM   رقم المشاركة : [21]
زاهية بنت البحر
الإعلامية والأديبة مريم يمق / شاعرة وقاصة وأديبة وإعلامية، مشرفة سابقاً عضو الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب
 




زاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)


(5)
تشبثت الهواجسُ في رأسي فلم تترك ذرة في تفكيري دون أن تشبعها قلقًا.. لم أعد قادرة على التَّماسك، أوشكت أعصابي أن تنهار في أي لحظة فأتقزَّم.. يخونني الصبر فأقع فريسة جبني وسوء تدبيري.. فجأة خطرت ببالي هنيَّة، أجل هنية ليس سواها الآن من يشاركني وحدتي.. سأستدعيها لتساعدني في إخراجي من دائرة الخوف تلك.. تظل المرأة أكثر رحمة من الرجل في ثورة إجرامه وتوحش بطشه..
وعندما تأكدتُ من خروج عزَّام من المزرعة هممتُ باستدعاء هنيَّة بحجة حاجتي إليها لصداع في رأسي، ولكنني أحسستُ فجأة بتماسك داخلي ينتابني، وعودة الوعي لي بعد ابتعاد عزَّام عن البيت ..
جلست على السَّرير بشيء من رباطة الجأش، ورحت أفكر بهدوء فيما يجب أن أفعله في تلك الورطة والمصيبة التي رماني بها الوغد عزَّام..
بدأت بدراسة كلِّ الاحتمالات التي قد أتعرَّض لها عندما يصبح الأمر بيد الشرطة، كان مصيرُ عزَّام يهمني، فقد يخرج من القضية بريئاً، وقد أتَّهم أنا بقتله وقد وقد وقد..
أخيرا قررتُ عدمَ إخبار الشِّرطة، وعدم اتهام عزَّام بقتل سامي، وسأخبر الجميع بأنَّني وجدته ميتا في غرفته ولن يكذِبني أحد، فالكل يعلم كم أحبه..
لم أخرج من غرفتي.. رحتُ أزرعها ذهاباً وإيابا إلى أن سمعت دقات السَّاعة في الصَّالة تعلن الثَّانية عشرة ليلا.. بقيتُ هادئة بعض الشيء أنتظر قدوم هنيَّة، فقد تعوَّدتْ في مثل هذا الوقت من كلِّ ليلة، عندما يكون سامي في مكتبه، وقبل أن تنام أن تأتي إليه، وتسأله إن كان بحاجة لشيء ما تقدمه له قبل ذهابها للنوم..
انتظرتها خلفَ باب غرفتي، ورحتُ أنظر من ثقب القفل، فرأيتــُها تصعد الدَّرج، وتمشي باتجاه غرفة سامي… أطفأت النور في جناحي، وعدت أراقبها من خلال ثـُقب القفل..
نقرَتْ على الباب عدة نقرات، وانتظرتْ بعض الوقت، ثُمَّ عادتْ تنقر مرة ثانية، وثالثة، ثُمَّ ما لبثتْ أن فتحتْ الباب ودخلتْ الغرفة، فقد كانتْ تفعل ذلك عندما لا تسمع ردَ سامي عليها، فتعرف أنه خرج من الغرفة، فتدخلها لترتبها قبل أن يعودَ إليها..
لحظات قليلة وسمعتُ صراخها مدويًا في أرجاء البيت كمن هاجمه ليث.. أدرتُ المفتاح في القفل كي تستطيع دخول الغرفة عندما تأتي لإخباري بما رأتْ.. أسرعتُ إلى سريري، واندسستُ فيه، متصنِّعة النوم ..سمعتها تفتح الباب بعنف وهي تصرخ خائفة :سيِّدة سناء ..سيِّدة سناء ..

لم أجبها، عادتْ تناديني، ويدها تلمس الغطاء فوق كتفي:
- سيدة سناء… أرجوك أصحي سيِّدتي..
تململت في سريري وأنا افتح عينيَّ بتثاقل مفتعل، وعندما التقت عيناي بعينيها جلستُ في السَّرير ونهرتها بذهولٍ وغضب:
- كيف دخلت غرفتي، ومن أذن لك بهذا؟
فأجابتني مرتجفة: السَّيِّد سامي.. السَّيِّد سامي..إنَّه ..
- أهو الذي أرسلك إليَّ؟
فقالت: إنَّه.. إنَّه
أمست بكتفيها أهزُّها بعنف وأنا أقول: ما بهِ.. ما بهِ تكلَّمي؟
أجابتني:إنه.. إنَّهُ لا يتحرَّكُ..
غادرتُ سريري، وأنا أدفع بها عنِّي مسرعة باتجاه غرفة زوجي لأرتمي فوق صدره، وأفرغ دموع عيني فوق وجهه الحبيب، فقد كنت أعلم أنه فارق الحياة قبل ساعتين، وما حجبني عنه خلالهما إلا غاية في نفسي، وعندما دخلتُ غرفته، وجدته ميتا وهو جالسٌ خلف مكتبه، ورأسه على كتف الأيمن، ولا أثر لوقوع جريمة.. ضممته إلى صدري أشبع قلبي منه، وأبثه حزن عمري الذي سيكون بعده رفيقي مدى الحياة..
تمَّ دفنُ سامي بهدوء وسط أحزان العائلة، ولم نستدع طبيبا شرعيا لإعطائنا تقريراً طبيا يثبت أن الوفاة كانت طبيعية من أجل التَّصريح بالدَّفن، فقد طلبت من أخي عامر أن يحضر التقرير الطُّبي من قبل ابن عمِّي أنيس، فهو طبيب صحة، ولن يرفض التصريح بذلك، فسجَّلَ في التَّقرير أنَّ الوفاة كانت بسبب أزمة قلبية مباغتة، فشعرت بارتياح يعلو وجه عزَّام رغم الحزن المصطنع الذي كان يبديه لنا عندما كنا نطلب منه بعض مستلزمات العزاء..
اضطرت والدتي وأختي سماح للبقاء عندي في البيت بعد أن رفضتُ الذهاب إلى منزل والدي بحَجَّةِ أنني سأتمُّ أشهر العدة في بيت زوجي، وكان أخي سعيد يأتي إلينا كلَّ يوم للاطمئنان علينا، وكذلك أبي الذي كنت أجبره بدموعي على المبيت معنا في بعض الأيَّام، وأثناء هذه المدَّة بقيت هنيَّة وعزَّام يقومان بخدمتنا بجدِّ، ونشاط..
بقلم
زاهية بنت البحر
يتبع
توقيع زاهية بنت البحر
 

http://rasoulallah.net/muhammad/inde...d=1&quest_id=9
[flash=http://andalali.jeeran.com/bannns.swf]WIDTH=460 HEIGHT=80[/flash]

التعديل الأخير تم بواسطة زاهية بنت البحر ; 13 / 10 / 2010 الساعة 46 : 09 PM.
زاهية بنت البحر غير متصل   رد مع اقتباس