رد: خواطرإيمانية تأليف الدكتور أحمدفريد ... جمع وتقديم : حسن الحاجبي
على قلوب أقفالها حتى يفتحها الله عز وجل
*****
سمع غلام شهده عمر رضي الله عنه قوله تعالى :"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " فقال الغلام : على قلوب أقفالها حتى يفتحها الله عز وجل , فأعجب به عمر , ولما استخلف استعمله .
قال ابن القيم رحمه الله : لابد من سنة الغفلة , ورقاد الهوى , ولكن كن خفيف النوم , فحراس البلد يصيحون : دنا الصباح .
فالعبد قد يمر بأوقات يزداد فيها إيمانه ويقينه , ويصفو قلبه من الشواغل والشهوات والشبهات , ويحصل له حضور قوي عند سماع القرآن , فيلمس القرآن شغاف قلبه ,فإذا به يستحضر الآخرة كأنه يرى ويشاهد , ويحس بشيء من عظمة الله عز وجل الذي تكلم بهذا الكلام المعجز , فلا يملك نفسه من البكاء , وهذه الحال الإيمانية تتكرر عند الصالحين , فكأنهم في حضور دائم , وخشوع كامل , وقد تعرض للمخلطين من أمثالنا الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا , وعسى الله أن يتوب عليهم في نادر من أحوالهم , فكأن أقفال الغفلة على قلوبنا , فإذا فتح الله عز وجل هذه الأقفال استشعرنا حلاوة الإيمان , وعظمة القرآن .
وكأن قفل الغفلة هو الذي عناه الغلام الذي أعجب به عمر رضي الله عنه ,هو المراد في قوله تعالى :"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها".
للحديث بقية .
|