[عادل سلطاني]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الله الله سيدي السمعوني ..ما أروع هذه العصماء التي يجب أن تدون بماء القلب على جدار كل قلب .. ما أبدع هذا العزف الهارب من جنة أسطورية بعيدة الأفياء ما أجمل هذا الإندياح الحكيم المتأمل .. وهو يوجز الزمان والمكان لتلتقي الأشياء لتلتقي النقائض جنبا إلى جنب .. يلتقي المدنس والمقدس .. ليختار الإنسان في مطلقه ويصطفي الأصلح .. رمزيتك تتراوح بين الواقعي والتجريدي .. لتصنع عالما آخر سمعوني الملامح .. خلاصي القسمات .. تحاول هذه الرائعة أن تنحت الإنسان القائم العاقل بدل المنبطح العاقل .. تنحت الزمن القيمي المحتذى .. ليرتفع الإنسان .. ما أكثر القطعان الآدميين .. وما أكثر الذئاب الرعاة التي تعوي على الكلاب .. وكيف يعرب العواء سيدي ؟ .. الذئب الراعي " صنو الحاكم في المطلق" .. وصنو حكامنا نحن في الواقع .. والكلب صنو أمين القطيع الآدمي الكبير .. والعواء لا تفسير له إلا الهجوم لإبادة القطيع .. وكأني هنا بلسان حالك يقول : أهجموا أيها الذئاب على فلسطين .. أهجموا على العراق .. أهجموا على .. الخليج .. على المحيط .. على كل شبر مسلم .. هكذا هي صرخة السمعوني الإنسان .. على ذئاب العواء .. " صهيون وأمريكا ومن دجنوا من حكامنا ..
كانت فلذتك هذه تسقط الرمز القرآني المزاح على واقع الهوان والذلة .. وهؤلاء الذئاب يرتلون السلام المزعوم .. والسلام منهم براء .. أعجبني إسقاطك للرمز الأسطوري القديم .. كدلمون مثلا .. وإسقاطك للرمز القرآني .. كذي النون والحوت الذي ابتلع أمتنا أو يحاول أن يبتلعها .. وكان ترميزك أو تشفيرك للواقع المعطى شديد التجلي حتى العري في نظر القارئ الحق .. جميلة هذه المنحوتة السمعونية الرائعة بعيدة الغور
وهي تجسد أنبطاح الأمة وهوانها .. ليعزف السمعوني أسطورة تيهها .. فلذة من أروع ما قرأت لك أيها الآرامي الجوال " أبا إبراهيم"
تحياتي سيدي الشاعر