عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 08 / 2010, 21 : 12 AM   رقم المشاركة : [29]
زاهية بنت البحر
الإعلامية والأديبة مريم يمق / شاعرة وقاصة وأديبة وإعلامية، مشرفة سابقاً عضو الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب
 




زاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)

7
قادني شغفي بسامي إلى الجهة الغربية من الحديقة، حيث المسبح ينتظر القادم إليه بصبر لاهث الأنفاس، تذكرت ما كان بيني وبين الراحل عندما نزل بي إلى قاعه المفرغ من الماء، فشعرت برغبة بغزوه هذه المرة.. عدت إلى غرفتي، وبحثت عن المفتاحين الصَّغيرين في مجموعة المفاتيح المهملة بعد موت صاحبها، وجدتهما حزينين يندبان صاحبهما… باردي الملمس، تفوح منهما رائحة الفقد، وهما بشوقٍ لحنان يديه الدافئتين.. عدت إلى المسبح ودقَّات قلبي تزداد سرعة وقوة، ورجْع صوته يداعب مسمعي..
كان السُّلم الحديدي مرفوعاً.. اقتربتُ منه بحذر، ضغط بسبابة اليد اليمنى على القاطع الكهربائي، تحرَّك السلُّم باتجاه أرض المسبح، لم أتردد في النزول لحظة واحدة، وكنت سابقا أخاف من مجرد تخيله فارغًا، قوة غريبة تحتل جسدي.. أذهلتني حقيقة، ولا أدري من أين جاءتني، وأنا التي عرفت ببطء الحركة.. نظرت إلى السماء، رأيتها شاهقة العلو فانقبض قلبي للحظة مضيت بعدها لتحقيق الهدف الذي دعاني لاجتياح المكان.. أوشكت أكثر من مرة أن أقعَ فوق الأرض وأنا أسير نحو الباب السِّري في الحائط بسبب اللزوجة التي أصابتها من جراء إهمال المسبح بطريقة محزنة بعد رحيل سامي الذي كان يوليه اهتماما زائدا في كُلِّ الفصول..
وصلت الباب السري الذي يوجد فيه القفل، ولما بدأت بتحريك يدي بالمفتاح، شعرت بقشعريرة تسري في بدني، و خيال سامي يداهمني على حين غرة، وهو يقوم بنفس الحركات التي أقوم بها الآن. للحظات فكرتُ بالهرب والعودة إلى البيت، ولكن اضطراري للقيام بهذه المهمة في غياب عزَّام أجبرني على الصُّمود بوجه الخوف، ولما فتح الباب في الحائط، سرى في نفسي حزنٌ شديد، فانهالت دموعي ساخنة فوق خدَّيَّ تندب زمنًا تولى، وأنا أمشي باتجاه الباب الثَّاني، وهواجسي تزداد افتراساً بأعصابي التي بدأت تنهار، كلما اقتربت أكثر من الخزنة الحديدية المفجوعة بموت سيدها، بينما رائحة الرُّطوبة تفوح في المكان المعتم، فتزيد الجو كآبة..
فتحت الخزنة، ورحت أتفقَّد محتوياتها الثَّمينة جداً التي لا أستطيع تقديرها برقم معين… فجأة سمعت صوت قطَّة تموء في الخارج … أصابتني رجفة كادت تقتلع قلبي من صدري اللاهث بالقلق.. كنت أخشى أن يعود عزام، فيجدني وحيدة بين هذه الكنوز، فيرحمني من عذاب الفقد، ويرسلني إلى سامي بشفقة مصطنعة لغاية في نفسه.. لم أدر كيف أغلقتُ الخزنة دون أن أحضر منها سوى علبة مخملية حمراء لم أكن قد أطَّلعتُ على محتوياتها بعد، وأسرع بالخروج من الغرفة قبل أن أصاب بسكتة قلبية..
ولما رجعتُ إلى البيت، وجدت أمي تبحث عني في الطابق الأرضي، فأخبرتها بأنني كنت أتمشى في الحديقة إثر ضيقٍ ألمَّ بي، مستغلة غياب عزَّام. أسرعت إلى غرفتي لتغيير ملابسي التي علق بها الكثير من التُّراب، وكنت لا أزال ممسكة بالعلبة المخملية، فوضعتها فوق الطَّاولة قرب سريري، ثمَّ دخلتُ الحمام، واغتسلت، وخرجت مسرعة إليها لرؤية ما بداخلها.. فتحتُها بشيء من الرهبة، وكثير من الشجن، فوجئتُ وأنا أتلمَّس ماكان يخبِّئه لي سامي فيها ليقدِّمه لي هدية عيد زواجنا الخامس، الذي مات قبل أن يتمُّه معي.. خسارة.. لم أكن أتوقع أن أجد في داخل العلبة اسمي مكتوبًا بالذهب ومرصَّعًا بالماس بخط كبير، وقد علق بسلسال جميل.. رحمك الله يا سامي كم كنت محباً، لقد قتلك الوغد غدرا، فحرمنا فرحتنا وسعادتنا لأجل حفنة من الدولارات لو أنَّه طلبها منك لأعطيتـَه أكثر منها، ولكن الإنسان يظلُّ جحوداً، خائناً وجباناً..
انتهتْ أيَّام العدة، وصار باستطاعتي أن أتحرك براحة أكثر، فرحتُ أخطِّط لما نويتُ القيام به بعد مقتل سامي الصاعق.. أخبرت الجميع بأنني سأنتقل إلى المدينة للعيش هناك، وسأضطر لإغلاق المنزل ريثما أجد من يشتريه.. صُدمتْ هنيَّة عندما سمعتْ بالقرار، فقد أحبت العمل في بيتي، وحققت من خلاله بعض المكاسب المالية.. أمَّا( عزَّام )فقد أصابه الذُّهول، وبدا مهمومًا مقطب الجبين، وبعد أسبوعين كان كلُّ شيء قد تمَّ على أكمل وجه، وأطفئتْ جميع الأنوار في المنزل والحديقة.
لم يستطع عزَّام أن يسرق من مال زوجي شيئا، فقد كان المال الذي يستخدمه في الحياة اليومية مخبَّأ في خزانة غرفتي بغضِّ النَّظر عن الأموال التي في المسبح..
بعد عشرة أيَّام من عودتي إلى بيت أبي، أخبرتني أمي أن( عزَّام) ينتظرني لأمر هام في غرفة الاستقبال، فذهبتُ إليه، ورحَّبتُ به، وسألته عن هنيَّة ورشاد، فأخبرني بأنه سيطلِّقها، وهي تقيم الآن في منزل أهلها، سألته عن السَّبب، تلكأ بالجواب، ففهمت من نظراته ما تخبِّئه سريرته من حبٍّ لي، ابتسم داخلي ابتسامة انتصار ربما فهم من تجلِّيها على وجهي ما شجَّعه على الاتصال بي هاتفياً بعد ثلاثة أيَّام، وأخبرني بأنَّه يريد مقابلتي لأمر هام، فأجَّلت له تلك المقابلة أسبوعاً ..
بعد أسبوع رنَّ جرس الهاتف في بيتنا، وكنتُ هذه المرَّة بانتظار المتكلم، سمعتُ صوت عزَّام يهمس عبر الهاتف بصوت رقيق مرتجف: لقد مضى الأسبوع فمتى نلتقي؟

بقلم
زاهية بنت البحر
يتبع
توقيع زاهية بنت البحر
 

http://rasoulallah.net/muhammad/inde...d=1&quest_id=9
[flash=http://andalali.jeeran.com/bannns.swf]WIDTH=460 HEIGHT=80[/flash]

التعديل الأخير تم بواسطة زاهية بنت البحر ; 13 / 10 / 2010 الساعة 48 : 09 PM.
زاهية بنت البحر غير متصل   رد مع اقتباس