[هدى نورالدين الخطيب]

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
أيها الغالي..
اليوم على وقع خطواتي فوق الاسفلت كنت أتساءل هل تحفظك الشوارع هنا وتجيد ترديد وقع خطواتك؟؟!
للشوارع ذاكرة وأنت غالباً ما تكون بصحبتي حتى أكاد أسمع وقع خطواتك وأتفرس في وجوه الناس وأستغرب إن لم أجد وجهك في كل الوجوه..
ذات يوم لم أكن هنا
جئت من مكان بعيد أو لعله قريب وارتديت هذا الجسد الترابي...
لم آتِ هذا العالم ورقة بيضاء - أتيت أحمل نوعين من الشيفرات - جسدية وروحية
بحث عن شطر روحي وناديته وناجيته وكنت هيابة أخاف... أخاف أن تختلط عليّ الأمور ذات يوم فيأتي الغريب وأظنه الحبيب..
أيها الحبيب الذي بحثت عنه طويلاً وافتقدته كثيراً أين كنت؟
كنت أحس بوجودك في زمني وعالمي وبالقرب مني وأكاد أن ألمسك
عيناي كانت معلقة بعيداً... أتخطى كل الوجوه القريبة وأنتظر على محطة الحياة أن يأت من بعيد....
كانت روحي ترسل إشارات حزنها وغربتها بعيداً عن شطرها...
أبحث بخوف ووجل... أخاف أن تختلط عليّ الأمور وتخدعني المشاعر ذات يوم وتوجهني نحو غريب قريب أظنه الحبيب..
نادتك روحي كثيراً ناجتك طويلاً...
...والحياة تسير والحزن يمتد والغربة تكبر في صدري حتى أصبحت بحجم العالم وقطار الحياة كان تائهاً يبحث عن محطتك....
عانقت الحزن واستسلمت للغربة حتى أقنعت نفسي أن شطر روحي لا يعيش في زمني
وفي قمة اليأس والقنوط والاستسلام لغربة الروح ووحدتها بدأت روحي تتلقى الإشارات وترسلها وكأنها الإشارات التي توجه السفن إلى مرفا الأمان...
واهتديت إلى مرفا الروح وشطره فكان أنت وكنت وطني ومرفأ النفس وشطر الروح
وبدأت أتنفس من جديد، أتنفس من أصابعي..
أغريبٌ أن يتنفس الإنسان من خلال أصابعه ويعيش حياة كاملة بوجدانه؟!
أي سحر فيك أيها الحب ؟
أي سر فيك؟
أستطيع أن أكون نجماً مشعاً ينشر أشعة حبه فينشر دفأه على كل النفوس...
أستطيع أن أكون شلالاً ونهراً
أستطيع أن أكون بحراً
أستطيع أن أكون روح تمس أروقة القلوب لتصفو معانيها
أستطيع أن أمطر الحب ما دمت أحبك

إلى شطر روحي اهتديت فكان ولم يزل هذا الرجل وطني

هدى
17 / 08 / 2010
[/align][/cell][/table1][/align]