[رشيد الميموني]

[align=justify]
أحييك أختي الأديبة هدى على فتح هذا الملف الرائع الذي سيمكننا من النهل من ينابيع الأناشيد و القصائد الدينية التي ستزيد شهرنا المبارك تالقا .
أحببت أن أشارك بقصيدة صوفية من التراث المغربي وهي مزيج من الفصحى و الدارجة المغربية .. وهي قصيدة طويلة اقتبس لكم مقطعا منها .
ويقال إن من وراء هذه القصيدة حكاية و الله أعلم .. أقدمها لكم بإيجاز :
يحكى أن أميرة قصدت صائغا ليثقب لها جوهرة كبيرة تجعلها تتوسط عقدها .. و حين بدأ العمل أفلتت من يده وانشطرت إلى نصفين . فاغتم لذلك و خاف من عاقبة الأمر .. وقضى الليل مهموما يدعو الله أن يعينه على مصيبته هذه ، حتى الصباح .. وفي الوقت الذي كان ينتظر مجيء أحد يطلب الجوهرة كما طلبت الأميرة ، إذا بوصيفة هذه الأخيرة تطرق بابه لتخبره أن الأميرة غيرت رأيها ورأت أنه من الأفضل تقسيم الجوهرة إلى نصفين بسبب كبرها . فخر ساجا باكيا ينشد :
أنا ما لي فياش (في ماذا)
آش عليا مني (ماذا علي)
نقلق من رزقي لاش (علاش=لماذا)
و الخالق يرزقني
أنا عبد ربي له قدرة
يهون بها كل أمر عسير
فإن كنت عبدا ضعيف القوى
فربي على كل شيء قدير
مني واش عليا
وانا عبد مملوك
و الأشياء مقضية
ما في التحقيق شكوك
ربي ناظر فيا
و انا نظري متروك
في الأرحام و الأحشاء
من نطفة صورني
يقول لما شاء كن فيكون
و يبدىء سبحانه و يعيد
و يحكم في خلقه ما يشاء
و يفعل في ملكه ما يريد
في ظلمة الأرحام
صورني من نطفة
و بداني بالأنعام
نعمة من كل صفا
و خلق لي ما و طعام
و نعايم مختلفة
و نزلت بغير قميص
غطاني و سترني

وقد أداها من بروعة الفنان التطواني الراحل عبد الصادق شقارة رحمه الله .
تحياتي .
[/align]