رد: رسائل أدبية في زمن المطر يكتبها عادل سلطاني و جمال سبع
[frame="15 10"][align=justify]و أجدني أيها المطر المنساب بين انزيمات ذاكرتي أكتبك .. أمد مداد البوح في انتظار .. أمرر أناملي المرتعشة فوق خوف الورق .. لا ورق اليوم ينعش شوقي لابراق مواجعي .. كنت يا صديقي أكتب لها ساعات الحر و دقائق برد الشتاء .. كانت تنتظرني عندما يطرق الباب و ساعي البريد يمنحها ابتسامة .. هو أنا دست أنفاسي بين حنان الرسالة .. كانت تدسها تحت جلبابها و تدسني كي لا تراني جنية البعاد .. كانت تدردشني و الوسادة تحتضن دموع الحب .
يا صديقي أما لمحت تطاير خطواتها فوق الطرقات ؟ .. هي بقدها المياس فاتنة .. ساحرة .. بيضاء تشد الناظرين .. هي ممشوقة الخطى .. تتمايل و الريح تقبل خمارها المطرز بزهور الغابة .. أغار من الريح .. أغار من الهواء .. أغار من حبات التراب .. أغار من دخان السيارات .. أغار من لهيب الشمس .. و كانت لا تدري .
يا صديقي هي بمسافات الأرض تقطن أرضنا البيضاء .. ترفع هامتها .. تبحث بين المروج المخضرة .. تلف الوديان في أغنية .. قال لي عندليب الشجن " ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان .. و ستسأل عنها موج البحر و فيروز الشطآن " .. كذبته حينما سقط الشريط و انقطع صوت الحنين .. قلت له أنها بين صدري ساكنة .. تغرد كما العصافير الموعودة بالوفاء .. الوفاء.. يا خطيئتي التي كانت كتدخين السجائر .
صديقي في هذا الظلام الدامس .. أكتب لك .. أفجر البوح كصخور "الونزة " .. أشرب ملح أمواج شواطئ "القالة " .. أعود مع الزمن الى الخلف و أعد مواجع لقاءات الفرح .
يا صديقي كلنا داق لهيب الشوق .. كلنا أرهقته أنثى لحظة من بقايا العمر .. كلنا تجرع الفراق و الانتظار .. كلنا خاطب الليل و أوراق الرسائل .. كلنا نام على مواعيد الصوت .. الصوت يكبلنا يا صديقي عندما تتدفق الحناجر .. أحبك لأنك أنت و فقط .
تحياتي لك و أعتذر على ارهاقك بمواجعي القديمة .[/align][/frame]
|