أستاذي الفاضل / محمد الصالح الجزائري
عدت ومعي اسئلتي فهذا الحوار فرصة
لا تتكرر كثيرا ويجب إغتنامها فهي مكسب
خاصة ونحن نحاور قامة سامقة وفكر مميز
لحظة الالهام عند الشاعر ماهي وكيف يصفها لنا
وهل تحتاج الى ملهمة ... فكره ... أو صدق ..وهل لها طقوس معينة كي نستحثها ؟
صف لي تلك اللحظة اخي الصالح رعاك الله ؟
... هي لحظة أشبه ما تكون خارج الحيز الذي نشغله..والزمن الذي نحياه..هي لحظة تٌلغى فيها جميع الأبعاد..هي لحظة ليست كبقية اللحظات.. للمؤثرات الداخلية والخارجية من ملهمة أو فكرة.. أو انطلاق بريء صادق ..ينفجر بالبوح دون خلفية أو واجهة..عن غير قصد.. أما طقوسها فلكل مبدع طريقته..بالنسبة لي ليس هناك طقوس معينة .. ساعة الإلهام بالنسبة لي كثيرا ما تكون مباغتة !! لكن إذا شغلتني فكرة أتحيّن لنا فترة السحر عادة والكل نيام!!!
قصائد الشاعر كـ ابناءه لها مكانة ولها قرب من الذات يمنحها دون حساب
هناك قصائد قريبة من ذات الشاعر .. كيف يقيس الشاعر قرب القصيدة وبعدها وعلى أي اساس يشعر بهذا القرب والبعد؟
فعلا إنه أصدق وصف للقصائد...قد تكون أقرب القصائد إلى قلب الشاعر ليست تلك التي تروق الآخرين ! لكل قصيدة أسباب وظروف ولادة..أنا أحب القصيدة التي ترهقني وتأخذ حيزا كبيرا من الحس..أقرب القصائد التي تؤلمني كثيرا..أنا هكذا..
أنت شاعر كبير ولم تولد هكذا والشعر بذرة لا بد أن يتعهدها صاحبها أو من حوله منذ البداية بالإهتمام
والشاعر كـ النجم الصاعد يحتاج إلى وقت كي يأخذا مكانة وينقش أسمه بين النجوم والشعراء
كيف نتعهد بذرة شاعر نشعر بها في اولادنا أو تلامذتنا أو من يهمنا أمره كي تينع وتزهر
وكيف نمسك بيده ليصعد نجماً وكيف نقف معه؟:
.. صحيح ! الموهبة تحتاج إلى صقل وتعهد من ذوي الحس والشعور الرقيق مع معرفة مدركة..بالإضافة إلى استعدادات صاحبها وذكائه حتى يستفيد..نفسية الشاعر مرهفة..فهو أكثر الناس إحساسا وحساسية ، لذلك على الذين يأخذون بيده أن يراعوا ذلك حتى يحافظ هذا الموهوب على ملامحه الخاصة وشخصيته الإبداعية التي تميزه عن غيره حتى لا يذوب في غيره (المبدع الحق يُعرف من كتاباته وأسلوبه )..
وأعود لسؤال تفرع من هذا السؤال ...
من تعهد بذرة استاذي ومن أمسك يده ووضعه على سلم الصعود
وعندما صعد من الذي يقف خلفه الآن ؟
أساتذتي : المدرسة ، الأهل ، الأصدقاء.. لكن لا أظنّ نفسي شاعرا حتى اللحظة ! أنا مجرد عابث بالحروف.. أنا ما أزال أحبو في بدايات الشعر..أنا سنة ثانية ابتدائي في الشعر..لأنني أعتبر نفسي دائما قارئا مستمتعا ولكن بوعي..أما من يقف خلفي يشد أزري..أنتِ وغيرك من المبدعين وهم كثر ولله الحمد..وعاش من عرف قدر نفسه !!!
أخشى أن أكون قد أطلت في طرح السؤال الثالث
ولكن مازلنا نطمع بسعة صدرك ورحابتك
..أنا الذي أشكرك غاليتنا نورة الدوسري على تلبية الدعوة أولا دون تردد ، وقد كنتُ أرجو لو كثرتْ أسئلتك..أرجو أن تعودي مرة أخرى..أخوك الصالح كبير العصبة هههه