رد: رسائل أدبية في زمن المطر يكتبها عادل سلطاني و جمال سبع
[frame="15 10"][align=justify]يا صديقي أتعبتني مواسم التعقب ..
البارحة التقيت بصديق كانت بيننا حكايات الطفولة .. كان يحمل ذكرياتي بين عيونه عندما لمحني أتمايل مع الطريق .. استوقف خطواتي و قبلني في شوق طويل .. فرحت لأنني كنت أحتاج الى زمن الطفولة .. الطفولة يا صديقي جميلة بكل تفاصيلها المجنونة .
أما حكت لك جدتك عن مغامراتك مع الصبية في حيكم القديم ؟ .. كنا نتحرك بعفوية المدينة .. بعفوية الشوارع .. بعفوية المنازل المتلاحمة .. كان الجميع سواسية .. نفرح بمواقيت السعادة .. و نحزن عندما يجتاحنا الكرب .. كانت موائدنا بسيطة .. طيبة .. نقية .. نجتمع عليها و نأكل من عرق أبائنا .. كان طعم الكسرة المحشوة بالشعير كطعم الشكولاطة .
هل لمحت يوما قطعة شكولاطة في زمن الطفولة و صديقك بيده حفنة تراب ؟ هل ركبت في سيارة "فول أبشن" و ابن عمك يمتطي نصف دراجة ؟ هل نمت تحت مكيف للهواء و جارك يتصبب عرقا ؟ هل لبست ثوبا مستوردا من بلد "الواق واق" و ابن حيك لم تسعفه الظروف على شراء سروال محلي الصنع ؟ هل .. هل .. هل .. هل .. هل .
في كل مرة أعود مع تفاصيل ذاكرتي .. أسألها في غليان .. لما صار حالنا هكذا ، الكل يقول أنا و من بعدي الطوفان ؟
يا صديقي كتبتك اليوم لأنني سئمت من غبائي المصطنع .. لأن صديق الطفولة أزاح من مسودة الجري غبار هذا الزمن المجنون .. تذكرتك يا صديقي و أنا ألمح طبق الفواكه المشكل .. الفواكه بكل ألوان قوس قزح .. لكن المطر غاب و الحر يخنق أنفسنا الطماعة .
اعذرني ففي داخلي لهفة لأيام المساواة .. أيام العيش تحت سقف واحد مهما تباعدت بيننا المنازل .. أيام هطول المطر لحظة رفع الأكف الى السماء .
في انتظار يومياتك لك مني أطيب الأمنيات .[/align][/frame]
|