عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 08 / 2010, 43 : 04 AM   رقم المشاركة : [70]
زاهية بنت البحر
الإعلامية والأديبة مريم يمق / شاعرة وقاصة وأديبة وإعلامية، مشرفة سابقاً عضو الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب
 




زاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)


17

قبل نهوضي من انهياري فوق الأرض مدَّت إحدى النساء يدها ورفعتني بها، بينما أمسك أحد الحضور بقميص الرجل، وراح يضربه وينهره ويهدده بتسليمه للشَّرطة، والرجل يحاول أن يبعده عنه ويقول في محاولة لإقصاء التهمة عنه:
- لم أزعجها بشيء.. هي ركضت في الطريق.. ما ذنبي بما وقع لها.
نظر إلي : أليس كذلك يا سيِّدتي؟ أرجوك تكلَّمي.
تنفَّست الصعداء وأنا أنفض عن ملابسي آثار التراب التي علقت بها وصدري يعلو ويهبط خوفاً وتعبا قلت:
- بلى هو كذلك، ولكن ليس من اللائق أن تضع يدك فوق كتفي.. كادت روحي تخرج بقبضتك الثَّقيلةِ يا أخي.
قال بخوف شديد: كنت أريد منكِ صدقة لوجه الله.
فقال أحدهم: إنه شحاذ مجنون تعود مفاجأة المارة بهذه الطريقة، سنذهب به إلى المخفر، وهناك سيجد من يحسن تأديبه عندما تقدمين بلاغاً ضده بالاعتداء عليك.
قال الشحاذ: أرجوك يا سيِّدتي لا تدعيه يفعل ذلك، أولادي جائعون ينتظرون عودتي إليهم بالطَّعام .
رقَّ قلبي لحاله، وانتابني الهلع من الذهاب إلى المخفر، فقلت لممسكه:
- دعه يذهب على ألا يكرر هذا العمل مرَّة ثانية .
شكرني الشَّحاذ وانفضَّ الناس من حولي، فأخرجت من حقيبتي مبلغاً من المال وقدَّمته له.. أخذه فرحاً شاكراً، وعندما راح يبتعد عني رأيته يتعكَّز على عصاه، ويخطو بعرج محزن، فمضيتُ في طريقي أرثي لحاله، وأنا أعرج بخواطري حيثما اتفق، وأخلع عن نفسي رداء الخوف من قبضة الشَّحّاذ الرَّهيبة تلك، وما كان سيصيبني من الشرطة لو أني وافقت الرجل الآخر، وذهبت معه إلى المخفر.
سمعت أذان الظهر ينادي للصَّلاة فدخلت أول مسجد مررت به، وكنت على وضوء، فقد تعوَّدت منذ أن كنت صغيرة ألا أخرج من البيت دونه، خشية أن تفوتني الصلاة في حال تأخري خارجه.
أديت الصلاة في المكان المخصَّص للنِّساء، وجلست بعض الوقت أتلو سورة الأنعام بعد أن أخذت مصحفاً من فوق أحد الرفوف الجانبية .
في بيت الله تثلج الطمأنينة القلب، ويظهر الفارق بين المطيع لله وبين العاصي له الذي تأكل النار كبده.. ثمَّة أحاسيس متباينة كانت تنتابني بين الفينة والأخرى، فكنت ألوم نفسي حيناً، وأشفق عليها حينا آخر.. رفعت يديَّ بخشوع إلى السَّماء، ورحت أدعو الله بدموع الألم وأسأله أن يكون معي، ويساعدني فيما أنا فيه، ويلهمني حسن التصرف.
لحظة صفاء روحيٍّ أعيشها الآن، أتشبثُ بها، أحضنها بقلبي، أرعاها بوعيي، أزرعها نقاءً.. نوراً ومحبة، أسقيها أحلامي.. آمالي، أسمو بها فوق الشبهات، أحلق حيث النور يكتسح الظلام، يغسلني من آثام باطنة، وأخرى ظاهرة، أصبحت شفيفة كما روحي النقية،، وعندما عدت بها إلى حيث العمر ما زال يدور، وجدت نفسي حاملة المسك الأبدية رغم كل ما أحمله من هموم ومشاكل وآلام.
بالقرب مني كانت تجلس سيدة في السِّتين من العمر تقريبا ربما سمعت توسُّلي إلى الله، فوقع في نفسها عطف علي.. سألتني عن همي فأخبرتها بأنَّني غريبة، وأخشى أن أذهب إلى الفندق دون محرِم، فدعتني للمبيت عندها.. كيف سيكون ذلك وأنا من أنا بالنسبة لنفسي؟ ضج رأسي بمعرَّفي، هويتي، وبذكريات الماضي القريب منه والبعيد، آه من الذاكرة بكل مافيها من عمرعشتُه نبضة، نبضة، حفرت فوق أديم لحظاته تفاصيل حياةٍ ماعادت إليَّ يوماً في غفلة من عيون الوعي إلا أسعدتني رغم وشاحٍ قديكون ليلي اللون، لكن ما همني اللون الآن مادامَ للطعم جمالٌ آخر… دمعة.. بسمةٌ، فنداءٌ يهزُّ أعماقي وكأنني أصطاد من ألق النور ومضاتٍ تضيء لي طريق المستقبل فتسعدني وإن تعثرت بحَرِّ دموع.
هي أرملة، ليس معها في البيت إلا بناتها الأربع، وهنَّ شابات يدرسن في الجامعة بصفوف مختلفة.
شكرتها معتذرة عن قبول الدعوة، فأشارت عليَّ بأن أذهب إلى بيت الطَّالبات حيث تديره سيدة محترمة، ولا يدخله من الرِّجال إلا أهالي الطالبات عندما يحضرون لزيارة بناتهم حيث يوجد غرفة مخصصة لاستقبال الضيوف.
كتبت لي العنوان على ورقة صغيرة وسجَّلت رقم هاتف منزلها، فقد أحتاج لمساعدتها يوماً، فأجدها أمامي.
أحياناً تختنقُ الكلماتُ بالحزن.. ترفضُ البوحَ خشية ازديادِ النزفِ الموجع، وتفجُّرِ الاحتقانِ المزمنِ بالقلقِ، فتكتم أنفاسَ النطق بغصَّةِ شجنٍ تحرقُ الذاتَ بكفِّ الرَّهبة، فتنفر الدموعُ من العيونِ وتبحر بالألمِ العميقِ، فيُطرَب الكونُ بهديلِ حمامٍ يسكبُ حزنُهُ العبيرَ في آفاقِ الإحساسِ، وتبتسمُ الشَّمسُ بعدَ احتجابٍ بحضنِ السهد والنطق يشتدُّ اندلاعاً بأغنياتٍ تتحدى الرَّهبةَ، فتقلق عينَ الرَّصدِ بوهج الجرحِ واحتراقِ الدماءِ . أتراها ألقتْ الشمس لي ألقَ الوهجِ، وغابت خلفَ الأفقِ؟ ربما صدق ظني وربما خاب.
دخلت بيت الطالبات، وأول شيء قمت به هو البحث عمن يدافع عني في هذه القضية إن أنا سلَّمتُ نفسي للعدالة، فهل أجد عندكم محاميًا بارعًا يقوم بهذه المهمة؟.
تم الجزءالأول بحمد الله
بقلم
زاهية بنت البحر
-
توقيع زاهية بنت البحر
 

http://rasoulallah.net/muhammad/inde...d=1&quest_id=9
[flash=http://andalali.jeeran.com/bannns.swf]WIDTH=460 HEIGHT=80[/flash]

التعديل الأخير تم بواسطة زاهية بنت البحر ; 13 / 10 / 2010 الساعة 03 : 10 PM.
زاهية بنت البحر غير متصل   رد مع اقتباس