رد: رسائل أدبية في زمن المطر يكتبها عادل سلطاني و جمال سبع
[frame="15 10"][align=justify]و حلت رسالتك و ألسنة الحر تعبث بجسدي .. كانت نسائم ثلجية في زمن تعفن الصور .
سافرت من غير أن أدري .. تنقلت بين دواركم القديم .. شربت من ذاك الجب القديم .. شربة الماء كانت طيبة .. هل مازالت "القربة" تسكن مداخل المنازل ؟ .. هل رائحة "القطران "تجملت مستقبلة رشفة الماء البارد ؟ .. هل التراب مازال يتسلل بين جلود الأطفال في المداشر ؟ .
أكاد أجزم أنه غاب كل شيء طاهر .. لم تعد حكايات الجدة تسلي الصبية في الليالي الباردة .. زمن "البلاي ستايشن" حطم البراءة .. قتل السرد الفنتازي لأمنا "الغولة" و مغامرات "سيسبان" .
لو يعود زمن الطفولة لضممته الى صدري و بكيت .. لكنها الأماني يا صديقي .. كلنا يصارع هروب الوقت .. كلنا يبكي حيرته مع وسخ الدنيا .. و أعود بملئ ذاكرتي الى أبي و جدي و خالي و عمي .. أعود فربما أجد في خزان صبرهم ما يكفي لكي أصبر أكثر .. لم يكن هناك كهرباء .. لم تكن هناك مكيفات تلطف حرارة المنازل .. لم تمنحهم لحظات الزمن الراحل سيارة .. لم تكن موائدهم مزركشة بأحلى الأطعمة .
لكنهم عاشوا بقلب واحد .. بجسد واحد .. إذا اشتكى جار تداع له بقية الجيران بالقلق و الحيرة .. أما اليوم يا صديقي صارت الغربة تقتلنا .. في أوطاننا و نحس بالغربة المرة .. حبيبتك تغيرك بمن يدفع أكثر .. صديقك يغتالك من أول بروز للورقة المالية الكبيرة .. أخوك في عالم آخر فزوجته تغار من زوجتك أو تحتقرها .
يا صديقي أتعبتنا لهفة الركض نحو المستحيل .. المستحيل أن تعتقد أن بقية البشر بداخلك يسكنون .. يبادلونك حراكك الذي قد ينتهي مع أول انطفاء .. و هل العيش بقلب واحد من سابع المستحيلات ؟
يا صديقي العادل بيني و بين مواقيت التعقب خطوات متثاقلة .. أبحث عن سر هذا التعب الساكن في عقولنا .. قد ينتهي .. قد يرحل .. لكنه سيعود عندما تغرب الشمس وراء التلال البعيدة .
تحياتي لك يا أطيب صديق في زمن المطر و أشياء أخرى .[/align][/frame]
|