رد: رسالة إلى صديقة
غاليتي نصيرة
لم أجد مناسبة أكرم من حلول عيد الفطر السعيد كي أكتب لك وأقدم لك أسمى أيات التهنئة بالعيد السعيد وأتمنى لك به .. أطيب الأمنيات وأسعد الأحلام ..
أكتب لك يا نصيرة والمذياع بقربي .. صوته يرن بأذني .. أمريكا تستعد لإحياء ذكرى 11. 9 ... من كل عام .. وتهديد مسبق لكنيسة غير معروفة تهدد بحرق نسخ من المصاحف في ذكرى 11. 9 ...غزة تئن تحت وطأة الحصار الإسرائيلي لأنفاسها .. ودول تختفي عن الوجود بفعل الفيضانات والإعصارات .. و العيد يتقدم وسط هذه الأجواء المشحونة .. يحاول بخطى حثيثة أن يشيع البهجة والأفراح ولكن هل يستطيع ؟
على الرغم من أن أن أيلول طرفه مبلول كما يقولون .. لكن أيلول هذا العام كان حارا ً جدا ً ومع أن العيد هلّ علينا في درجة حرارة مرتفعة نسبيا ً إلى كل عام ألا أنني أرى هذا العيد باردا ً جدا ً وأرانا كتلا ً باردة تتحرك هنا وهناك محاولة بث أجواء العيد وإشاعة فرحة العيد وبهجته .. لكن هل تتمكن من ذلك ؟
هذا العيد محاصر كغزة المحاصرة .. فيضانات وتشريد وأحياء يعيشون بالمقابر لإختفاء مدنهم بين ليلة وضحاها .. وأفواه مفتوحة للجوع ورئات مكتظة بثاني أكسيد الكربون وضجيج يملأ الكون دون أن نعي لم َ هذا الضجيج ؟
ربما كنت أنتظر العيد مثلي مثل سائر الأطفال الذين يحلمون بأن العيد يمحو كل الخطايا ويقفل جميع الصفحات الملوثة ويفتح لنا صفحات بيضاء وطرقات جديدة أرصفتها بيضاء لتركض عليها خطواتنا البريئة فتلونها بألوان قوس قزح ..
كلنا نحلم بالعيد وهدايا العيد وأجواء العيد الحميمية التي تنعش القلب وتملأ ألبومات الذكريات بحكايات وحكايات لا نمل تذكرها .. لكن هذا العيد صادروا منه الفرحة والهدايا والحكايات على الباب فدخل علينا باردا ً خالي الوفاض .. وكأنه شبح العيد وليس العيد الذي كنا نراه في الأحلام .. كأنه ليس العيد يا نصيرة ..ومع ذلك كل عام وأنت ومن يلوذ بطرفك بألف خير وربنا يغير الحال إلى حال أفضل وإن شاء الله سيزورنا العيد .. في يوم ما .
|