رد: رسائل أدبية في زمن المطر يكتبها عادل سلطاني و جمال سبع
[frame="15 10"][align=justify]يا صديقي في لحظات الفرح و مواعيد الشجن ..
ها عيد يمر أمامنا من غير أن ترتعش الأنامل لمواقيت البعاد .. لبست ثوبي الأبيض الجديد لكن نسيم السعادة لم يهب فوق روحي .. أكلت حلوة شرقية و غربية لكن حلاوتها كانت مرة في حلقي .. من كان السبب ؟ لا أعلم .. لا أدري .. لا أرى .. لا أسمع .
البارحة كنا أطفال و اليوم صار الفرح يتعبنا .. قالت لي جدتي لا تضحك كثيرا فبعده قد يكون الشر متربص بك .. يغتالك عندما تمتد يدك لحمل أول زهرة مبتسمة .
صديقي الطيب .. كيف مر العيد بالقرب من بابك ؟ أ كان يبتسم و في يده هدية لطفل بالجوار يدمع ؟ أ كان يلبس ثوبا أبيض بمثل ثوبي الذي غسلته للمرة الألف ؟.. صدقني اشتريت ملابس طفلتي و نسيت نفسي .. نسيت أنه من حقي أن ألبس جديدا و أضحك مع الخلان و الصحبة .. نسيت رقصات الطفولة .. وهل نسيتها أنت أيضا ؟ أم أن مواسمك مخضرة بانقشاع حرقة الصيف .
البارحة عدت الى العمل .. كنت اعتقد أن رمضان لن ينتهي .. لكنه رحل و تركني هنا اتوسد مواعيد الانتظار .. انتظرتك أن تبرقني من بين السطور لهفة لحكايات الدردشة الجميلة .. انتظرتك و في صدري أمل جديد .. أمل قديم .. أمل سبح مع موج البحر بين الكلمات في ترقب .. غرد عندما غاب الجميع .
يا صديقي لا تعتقد أنني لا أنتظر ابراقاتك التي يوما بعد يوم تسعدني .. فأنفاسي تشتاق لهمسك كما يشتاق النهار لضوئه .. ربما يلفنا اللقاء ذات عمر قادم بحول الله.. ذات خريف ينثر زخات المطر في احتشام .
في انتظار حكاياتك المزهرة .. لك مني أجمل أغاني العيد .[/align][/frame]
|