همزة الشرق للشاعر الجزائري بغداد سايح
همزة الشرق
إن كانَ بــحرٌ من الأحزانِ يُغرقنا
فالحبُّ يصنعُ من آمالنا سفُنـــا
نحنُ الجبالُ حملنا ملحَ أغنيةٍ
لا نعشقُ البحر.. إنَّ البحر يعشقنا
موج الحياة على شطآننا وهجٌ
بيتاً من الشِّعر بالأمجادِ ينحتنا
للماء في الحجر المنسيِّ زقزقةٌ
ترمي الورود جراحاً تنقرُ الفننا
و الرملُ يُنبتُ عصفوراً يطيرُ كما
لوز القصيدةِ..يُبقي نغمتينِ بنا
كُنّا صغاراً لدمعِ الغيمِ نفتحُ منْ
ثغر الطفولةِ..كنّا نرضع الشّجنا
نجري و نسكبُ في نار الخطى تعباً
لتجلسَ القدسُ في جفن الظلامِ سنا
نبكي نغنّي نرى نعمى نعيشُ هنا
و نمتطي الشمسَ..أرماحُ الضياء لنا
نلوِّنُ الليلَ بالأحــــلامِ..نرسمُــها
ليلعبَ الزهرُ فيها و الندى معنا
في بركةِ العشقِ تُلقينا الحجارةُ أوْ
نُلقى فنخرجُ أسماكاً تضيءُ دُنا
يا قدسُ يا سفرَ الأحداقِ في أزَلٍ
كُنّا حبيبينِ قلباً قبلَ نبضتِـــنا
أنتِ اللآلئُ منْ عقدِ الزمانِ إذا
أضحى كدمعٍ على خدّيكِ ينثُرنا
بحثْتِ عنْ صدفِ الميلادِ..جئتِ كما
درّ الجراحِ فجفَّتْ قهــقــــهاتُ خنا
وجدتِنا الصخرُ فاهتزَّتْ حناجرُهُ
لينبعَ الصبحُ منها للردى كــفـــنا
نهرُ السلامِ أكاذيبٌ تسيلُ و ذا
سيفُ الحقيقةِ يُحيي حينَ يطعَنُنا
في القدسِ سوقٌ تبيعُ الأنفَ بلْ هُدُباً
حمراءَ حالمةً, من يشتري غدنا؟؟
في القدسِ عربدةُ التاريخِ..وا عجباً
خمرُ الفجيعةِ تصحو ثمّ تُــــسكِرُنا
في القدسِ يحبو لسانُ الضادِ منتظراً
أنْ يُنجِبَ النصرُ من زيتونـــنا أُذُنا
في القدسِ تبكي ابتساماتُ الجدارِ و في
قدسٍ تقـــيء مســـــافاتٌ دروبَ زِنا
هنا هوائي..هنا مائي..هنا جسدي
جُرحاً سينمو كما ينمو الذهــول هنا
الخيل و الليلُ و البيداءُ تسألني
و السيف و الرمح و القرطاس: أين أنا؟؟
أكسّر القلمَ الصمتَ الهوى فأرى
حِبراً يعطّرُ في كفّ المدى زمنا
كلّ المعاني على أشواكنا نزفتْ
فجراً..نجوماً..شفاهً..قبلةً مدُنا
و همزةُ الشرقِ ماءٌ..مرفأٌ..ظمأٌ..
أرضٌ تسيرُ ترى أجسادنا وطنا
طفلٌ يعانقُ كالعنقاءِ جدّتـــهُ
و يطردُ الغولَ منْ أيــــّـــامه عفَنا
خِلٌّ وفـيٌّ لهيبُ القمحِ يغرســهُ
سنابلاً فطيوراً ترتقي حـــُصُنا
يا أهل غزّة تغزونا مكارمكمْ
سرباً جميل القطا صِرنا لهُ وَكَـــنا
تمشونَ عطشى جياعاً فالهلال لكمْ
شيخٌ بحدبتهِ يسقيـــكمُ لبــَنـا
نمضي حفاةً عراةً للوغى معكمْ
حتى إذا مرَّ مجدٌ جاءَ يلبسُنا.
شعر**/بغداد سايح
مغنية_تلمسان
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|