[عادل سلطاني]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ترك هذا الفقيد الذي لا يتقن إلا أن يحب بشدة أن يحب بسخاء إلى ما لا نهاية فراغا لا يسد وفجوة لا ترتق وصدعا في العمق لا يرأب رحمك الله أبتي الحبيب فهذه الكلمة الرائعة قلتها لأبي رحمه الله وقلتها لهذا الحبيب الذي غادرني دون استئذان ولكن للموت موعد وميقات لا يزيد ولا ينقص فصرت يتيم الأبوة مرتين يتيما كرتين واليتم مرتين يكسر العمر ويحني الظهر وها قلبي مستودع الأحزان سجن للهم والأسى فلا تزوره السعادة لحظة إلا وتزحف عليه جحافل الحزن تكر وتفر وتعيث فسادا وقهرا ما أمر الفراق وما أشد مضاضته وما أقسى حرابه ولكنه قدر الأحياء أن يجتمعوا ويفترقوا يتحابون ويفترقون سنة وناموس في الحياة أحببت هذا الفقيد دونما ميعاد فتحت قلبي على أبوة حانية عفيفة بمذاق آخر بنكهة أخرى فسكنني الطفل والقلب بين أحضانه الدافئة أعادني إلى أزمنة الطهر والبراءة إلى الأزمنة الخضراء المشرقة المفقودة وها يتبخر الحلم مع الفقيد ويذهب أدراج الرياح وها الحزن يعصرني من جديد ويسحقني بلا رحمة أو هوادة فإلى جنان الخلد أبتي الفقيد الحبيب فنم هانئا في جوار رب رحيم بعيدا عن دار الشقاء والعنت والعذاب فنم بسلام أبتي