رد: رسائل أدبية في زمن المطر يكتبها عادل سلطاني و جمال سبع
[frame="15 10"][align=justify]صديقي يومك بمثل يومي على تلة الدموع تربع ..
كان أن كان رجل لقبناه بأب الجميع .. و اليوم توارى بين حبات التراب .. كنا ننتظره من كل يوم جمعة يحملنا من صدره الطيب صورة جديدة لنكتب على ترانيمها أجمل الأشعار و أجمل الكلمات .. كان يعود في كل مرة ليسأل عن حالنا و أحوالنا .. يشد على كتفي و كتف كل صغير .. يرش القبل الطيبة و باقات الزهور .. يعلمنا من حيث منحه الله شعلة .. يكتب لكل ما هو جميل .. يحكي كما تحكي جدة لصغارها .. يتواجد عندما لا ندري أن التواجد ضم للصدور .
صديقي تلقيت حروفك الدامعة بدمع آخر .. و كأنني كنت أريد أن أكتب و أفضح العيون .. أعريها من لباس الحزن و التذكر .. أجفف الأنهر و أتيمم الفراق .. ما أصعب الفراق على حين غرة .. الموت هو هادم اللذات فعلا و مفرق الجماعات .. الموت حتمية لا مفر منها حيثما كنا .. هل نعترض ؟ اللهم لا اعتراض .. لكننا نبوح بحرقتنا عندما يحل بنا المصاب الجلل .. نتذكر لحظات من كانوا بيننا في غصة أكبر .. غدا يا صديقي راحلون فالموت عنا ليس ببعيد .
كم من مرة حاولت أن أعيد ترتيب كل المدونات .. أجر الزمن الى الوراء .. ألملم بقايا خوفي .. خوفي يا صديقي من ذنوبي .. من زلات لساني .. من مواعيدي التي ضاعت مع الريح .. من الوقت الذي لم يمهلني أن أشد على يد حزينة و أخرى نازفة .
يا صديقي هي لحظاتنا يجب أن نستغلها أحسن استغلال .. يجب أن نرسم فوق تلافيف الوقت ذكرى للجميع .. ذكرى لكل ما هو طيب .. فالموت يزحف نحونا و نحن غافلون .. نيام .
عظم الله أجرك .. و جازاك الله عن كل الكلمات بمزيد من الأجر .
صديقك المخلص مهما بعدت المسافات .[/align][/frame]
|