[خولة الراشد]

رويدك حبيبي
عَانقَ الرَّبيع قلمي السَّاحر
و غرَّد مع البلابل وأصغى إلى خَرير الوادي،
فخفق الصَدى وهمس النَسيم للجنائن و شَدا بحفيف الغصون وعاش الفنُّ والجمال
وهَتفت أوراقي
بعاصفة تعجُّ حنايا الجبال و تغنِّي للفجر من بين الغصون وتنثر الحروف وتصبُّ في الحياة روح الربيع وضوء الصباح
وكلماته الساحرة تتأرجح من بين أحضاني وتنبض في ثنايا جسدي
رويدكَ حبيبي.... فكلماتي في الأفق آتية إليكَ ...عند الليل والمطر ومن فوق الجبال والبحار.. والحَجَرات
و عند المغيب نسافر معاً إلى عالم أوسع من عالمنا.. ونختبئ في زاويا الكوخ القديم
رويدكَ يا مهجة قلبي... حتى تقرأ حروفي وتسمع أنيني وآهاتي
رويدكَ حبيبي... إني ألمس في عينيكَ نزيفا بحريّاً تحتضنه أمواجي ..وتغرق في روحي فأسقيكَ من كلماتي اللذيذة وتشدو لي بغزلك الدافئ
فتبسط بساطكَ وتكشف وجهي وتَتَطلَّع إلى شعاع شمسي فتُبْهر بجمالي الهادئ حتى ترنو بآهاتك... وترفع رأسك وتقول يا لتلك القدرة الإلهية التي وهبها الله لي يا لهذا القدر والنصيب
وفجأة أوقفتكَ عن الكتابة لساعات وليالي ،وهيجْتكَ بإحساس يضاهي تعبير "الورق الساكن" وكتبتُ لك مشاعر الليل ، والمطر، وشاطئ اللذة ..فتنفستَ مستغيثا وا حتضنت الأمواج في قاع جسدك العائم
رويدكَ حبيبي قلْ لي أشياء هادئة مبعثرة .. اعبثْ بكلماتك وحرِّك حيرتك افركْ عينيْك واهربْ إليَّ، واقتلع ثورتكَ فقد عشت عمركَ تائهاً تبحث عن امرأة مثلي تكشف عن شجاعتكَ ورجولتكَ وشاعريتكَ
رويدكَ ليس الأمل ببعيد .. لا تذهب ، سأطرّز لكَ الشموع وأسقيكَ كأساً تشْتهيه بحروف تُذهب عنكَ مرارة الصمت
رويدكَ حبيبي...أغمضْ عينيك قليلاً لترى أميرتكَ النائمة قد اتَّكأتْ على عرشكَ...و في كل ليلة اعتدتَ أن تحلم بها وبتفاصيلها
رويدكَ.....رويدكَ.....رويدكَ
خولة الراشد
السبت –سبتمبر- 2010
12:14 صباحا