27 / 02 / 2008, 37 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [3]
|
ضيف
|
رد: وجهات نظر
[bor=33FFCC]
مساهمة المــــــــــــرأة
في الإبداع الشعري
بالجهة الشرقية من المغرب
الكاتب: د . محمد قاسمي
يأتي الاهتمام بموضوع أدب المرأة لما تعرفه الساحة الثقافية من انعطاف هام ، إذ بعد أن كان الباحثون المغاربة يلهثون وراء كل ما تلفظه المطابع الغربية من مناهج ونظريات غربية في سنوات السبعين والثمانين ، انعطف هؤلاء في الألفية الثالثة إلى القراءة النصية فكثر الحديث عن تيمات بعينها مثل الأدب النسائي و أدب الغربة أو الهجرة السرية ، أو أدب السجون وهو ما يعرف بسنوات الجمر والرصاص ، كما أضحى الاهتمام واضحا بأجناس أدبية أو فنون بعينها كهذا الذي تطالعنا به الملاحق الثقافية أسبوعيا من مراسلات بين أدباء المغرب ، وهو إحياء وصياغة جديدة لهذا الفن الذي كنا نسميه فن التراسل .
والحديث عن المرأة بشكل عام شائك وخطير، ويستلزم في معالجته الكثير من الاحتياط والحذر فهل يمكن الحديث فعلا عن كتابة نسائية تختلف عن أدب الرجال ؟ وهل يمكن تأسيس نظرية لسانية وأدبية تنطلق من نزعة نسائية أو رجالية ؟ (1) ألا يحق لنا أن نخمن ونفترض بأنه مصطلح موضوع يتخذه بعضهم ورقة يتلاعب بها كما يتلاعب الساسة بالدين أو اللغة أو الوطن ؟ . وإذا كان هذا المصطلح كائنا ، فمن متبنوه ؟ ومن معارضوه ؟ وما هي مواصفات أدب النصوص الناعمة التي تجعل له سمات تميزه عن أدب النصوص الخشنة ؟ وما موقف المرأة نفسها من هذه التسمية ؟ أتقبل على نفسها -وهي التي تدعو إلى المساواة - بهذا التمييز بين أدب رجالي وأدب نسائي ؟
تركز فئة من الباحثين والدارسين على أنه يجب الاعتراف بوجود أدب نسائي ونقد نسائي وتميل كثيرا إلى هذا التصنيف في الإبداع .
ويعارض كثيرون – رجالا ونساء - مفهوم الأدب النسائي رفضا تاماً، لأن ترديد هذا المفهوم ليس لزيادة قدر المرأة ورفع شأنها وإنما لتصغيرها وإعادتها إلى الحريم بحريم الأدب النسائي. وحجة هؤلاء أنه ليس هناك أدب نسائي وآخر رجالي وإنما هناك الأدب الجيد وهو الذي يحمل خواص عصره وتفاعله مع الهم الإنساني العام الذي يعاني منه الرجال والنساء علي السواء مع الاعتراف بأن هناك مواقف تكون فيها الكاتبة أقدر على سبر أغوار المرأة لكونها امرأة ، كما أن الرجل يكون قادراً على توصيف حالات وضع الرجل أكثر من المرأة على الرغم من وجود نماذج من أدباء استطاعوا الدخول إلى العوالم الأخرى .
كما لا توجد مدرسة تدعى الأدب النسائي، وبالتالي يصنف الأدب الذي تكتبه المرأة في مدرسة من هذه المدارس الأدبية التي يشترك فيها النساء والرجال على حد سواء، لأن المرأة إنسان ذات موقع اجتماعي واقتصادي، وذات علاقات إنسانية بالمجتمع الذي نعيش فيه، ومن هذا الأساس تعبر عن مبادئها وعن رؤيتها إلى الحياة، وهي في ذلك تتفق مع بعض الكتّاب، وتختلف مع بعضهم الآخر، لذلك وعلمياً لا نستطيع أن نطلق اصطلاح أدب نسائي نجمع فيه كاتبات مختلفات تماماً في الأسلوب والاتجاه والرؤية الفكرية .
ويدخل فريق ثالث دائرة الصراع ، دخول المؤلف الموفق بين الفريقين فيميز بين مفهوم " أدب المرأة "وهو الأدب الذي أبدعته المرأة وبين الأدب النسائي الذي يعتمد قضايا نسائية خالصة 2.
ويظهر من هذا التجاذب في الآراء أن مصطلح الأدب النسائي مازال موضع شك وارتياب بالنسبة للكثيرات من المبدعات وللكثير من الباحثين، ومازال بالنسبة لبعضهن تهمة تلصق بما يكتبنه . ومن هنا بقي هذا المصطلح يتأرجح بين التأييد والمعارضة والوسطية .
خارج دائرة الصراع الوهمي التي قد لا يفضي إلى نتائج حاسمة يمكن أن نقبل بمفهوم الأدب النسائي بدلاً من أدب المرأة وذلك إذا كانت الغاية دراسةَ ملامح معينة في واقع معين وبشروط واضحة ومحددة وتحت عناوين واضحة، وهذا هو الدرب الذي سلكناه حتى لا نتيه بين آراء الفرق المتصارعة، مع حق الاختلاف لكل من يرى خلاف ذلك .
من منطلق هذا الرأي يمكن أن نتساءل – في براءة وحياد – ما حجم الكتابة النسائية في الجهة الشرقية من المغرب مقارنة بحجم كتابات أخيها الرجل ؟ وحين ننعت هذا الأدب الذي تكتبه المرأة بالأدب النسائي يجب أن نحدد معيار التصنيف, هل هو تعبير معياره الأسلوب؟ أم الإبداع أم انتقائية المواضيع أم خصائص تبرز في الكتابة النسائية تجعلها مختلفة عن الأدب الذكوري أو الرجالي أو الآخر مهما كان؟؟.ثم أين هي مكامن القوة في كتابتها ؟ أفي الموضوع أم في اللغة – نقصد نوع اللغة المكتوب بها لا اللغة الإبداعية ؟ أم قوة حضورها في جنس أدبي دون غيره ؟
إن الحديث عن الأدب النسائي في المغرب حديث مهم ، ويستمد أهميته ومشروعية البحث فيه من خلال ارتفاع وتيرة النشر في السنوات الأخيرة ، ومن خلال وحدات التكوين والبحث ومجموعات البحث والجمعيات والمهرجانات والتآليف التي أولت موضوع الإبداع النسائي كبير اهتمامها .
ففي مجال التأليف في الأدب النسائي فلا يمكن حصره ، وأكتفي بذكر بعضها ، ومنها :
1 – الخطاب النسائي في المغرب : أحمد شراك – 1990 .
2 - كتاب المرأة من المونلوج إلى الحوار : حميد لحمداني –الدار العالمية للكتاب - 1993 .
3 – دليل المرأة المغربية – عبد الحق المريني – 1993 .
4 – المرأة والكتابة : رشيدة بنمسعود – 1994 .
5 - المرأة والكتابة –وهو أشغال ندوة نظمت بكلية الآداب – مكناس – 1995 .
6 -الكتابة النسائية بالمغرب : دراسات وبيبليوغرافيا – الجمعية المغربية للتنسيق بين الباحثين في الآداب المغاربية والمقارنة -2001 .
7– السرد النسائي العربي : زهور كرام – شركة النشر المدارس – البيضاء- 2004 .
8– الأنثى والكتابة – أفروديت ع 2 – 2004 – مراكش .
9 – الكتابة النسائية : عبد النور إدريس –مطبعة سجلماسة – مكناس - 2004
10 – الرواية النسائية والواقع : عبد النور إدريس –مطبعة سجلماسة – مكناس- 2005 .
11- بيبليوغرافيا المبدعات المغاربيات – محمد قاسمي / زهور كرام – دار الأمان – الرباط 2006 .
12 – جمالية السرد النسائي – رشيدة بنمسعود – شركة النشر المدارس – البيضاء – 2006 .
13 – 100 شاعرة من المغرب – إسماعيل زويريق – مراكش -
أما على صعيد وحدات التكوين والبحث يمكن التمثيل هنا بـ :
1 – المرأة والتنمية : وهي وحدة تكوين تابعة لكلية الآداب بمكناس وترأسها الأستاذة نادية لعشيري .
2 – الآداب النسائية المغاربية : وهي تابعة لكلية الآداب بالرباط .
ويتجسد اهتمام مجموعات البحث بالأدب النسائي في :
– EUNOE – وهي مجموعة بحث بالقنيطرة تأسست منذ 1992 .
– مجموعة البحث الجامعي للدراسات النسائية التي ترأسها فوزية الغيساسي، وقد تأسست سنة 1993.
- مجموعة البحث في الإبداع النسائي ببني ملال وقد تأسسست سنة 2000 .
أما من الجمعيات فيمكن أن نذكر : الجمعية المغربية للمبدعات المعاصرات ، وقد تأسست سنة 2001 ومقرها بالرباط ، وهي التي نظمت الشهر السابق بأصيلا موسم النسائي الفني والثقافي الدولي الرابع(3).
ومن المهرجانات نمثل باثنين رسميين ، الأول يقام سنويا بآسفي والثاني يقام بالرباط .
من منطلق هذا الواقع النسائي الذي يفرض نفسه جاء - بالتأكيد - تفكير الساهرين على الصالون الأدبي بتنسيق مع الجمعية الاجتماعية لرجال التعليم بالناظور في تنظيم هذا اليوم الدراسي نحاور فيه بعضنا البعض حول هذا التجنيس الأدبي الذي يسمى أدبا نسائيا مع تخصيصه لشواعر الجهة الشرقية من المغرب . وقد لا يكفي يوم واحد للإجابة عن كل الأسئلة المطروحة ، ولكن إثارتها في بعض الأحيان أبلغ من الإجابة عنها .
* التراكم : يبلغ عدد الشواعر ممن نشرن مجموعات شعرية : 15 عشرة شاعرة أصدرن عشرين مجموعة .
ويقسم هذا العدد حسب لغات الشعر تراتبيا كما يلي :
1 - الشعر المكتوب العربية : ثمان شواعر يكتبن بالعربية أصدرن إحدى عشرة مجموعة شعرية :
1995 / 1
زمن الانتظار- فاطمة عبد الحق- المطبعة المركزية- وجدة-56 صفحة .
2000/ 1
عنفوان الروتين – نزهة الذهبي – د .د ط – دون ترقيم .
2001 / 1
العطش – حليمة الإسماعيلي – مطبعة فضالة – المحمدية – 74 صفحة .
2002 / 2
زنبقة بيضاء في يدي – بشرى الأنصاري – مطبعة الجسور – وجدة – 74 صفحة .
غربت ولكني أحتفظ بك – نزيهة الزروالي – مطبعة الجسور – وجدة –
2004 / 4
صهيل الجذور- رشيدة مراقي- مطبعة تريفة- بركان-139 صفحة .
صهيل الخيول الميتة- فاطمة عبد الحق- مؤسسة النخلة للكتاب- وجدة-72 صفحة .
ما أوسع الموت فيك- حليمة الإسماعيلي- مطبعة الجسور- وجدة-63 صفحة .
مشكاة من علقم- بشرى الأنصاري- مؤسسة النخلة للكتاب- وجدة- 48 صفحة .
2007 / 2
تباريح الروح- حبيبة الخلفي- مطبعة الجسور- وجدة
متاهات عشق- نرجس الخضر- مطبعة الجسور- وجدة-171 صفحة .
توزع المجموعات على خمس سنوات كما يلي :
1995 = 1
2000 = 1
2001 = 1
2002 = 2
2004 = 4
2007 = 2
ترتب شواعر العربية من حيث عدد المجموعات كما يلي :
* بشرى الأنصاري – حليمة الإسماعيلي – فاطمة عبد الحق بمجموعتين لكل واحدة منهن .
* حبيبة الخلفي – نزهة الزروالي – نزيهة الذهبي – رشيدة مراقي – نرجس الخضر بمجموعة واحدة لكل واحدة منهن.
توزع شواعر العربية على ثلاث مدن كبرى بالجهة فقط هي :
* الناظور(05) : حبيبة الخلفي – رشيدة مراقي - نزهة الذهبي – نزيهة الزروالي –نرجس الخضر
*وجدة (02): فاطمة عبد الحق - بشرى الأنصاري
*جرادة (01): حليمة الإسماعيلي .
من حيث البدايات : أول مجموعة شعرية كانت سنة 1995 . وهو تاريخ متأخر مقارنة بأول مجموعة شعرية على المستوى الوطني والتي ظهرت سنة 1975 .
2 – الشعر المكتوب بالفرنسية : أربع مجموعات شعرية بالفرنسية دبجتها أنامل شاعريتين من مدينة وجدة هما :
1990 / 1
Brin d’Espérance - فاطمة جعفر .
2004 / 1
Ma muse à moi- فوزية دندان- مطبعة الجسور – وجدة – 52 صفحة .
2005 / 2
Parfums d’autrefois- فوزية دندان- مطبعة الجسور – وجدة – 50 صفحة .
Ces communs des mortels- فوزية دندان- مطبعة الجسور – وجدة -48 صفحة .
تحتل فوزية دندان الرتبة الأولى في المغرب من حيث عدد المجموعات الشعرية بثلاث مجموعات .
3 - الشعر الأمازيغي : ثلاث مجموعات شعرية بالأمازيغية دبجتها أنامل ثلاث شواعر كلهن من مدينة الناظور :
1998 / 2
غاد أخفي ترزود (ستبحث عني )- عائشة بوسنينة- مطبعة بن عزوز- الناظور-29 صفحة .
سير مذايي واوار- فاظمة الورياشي- مطبعة الرسالة-الرباط 48 صفحة .
Ewc-ayiturlit-inu ( اعطني حلمي ) –رشيدة مراقي – مطبعة أوعكي – ميضار – 54 صفحة .
- أربع شواعر مغربيات أصدرن مجموعات شعرية بالأمازيغية وهن : زهور الحسن – عائشة بوسنينة – فاظمة الورياشي – رشيدة المراقي . باستثناء زهور الحسن فإن كل الأسماء تنتمي للجهة الشرقية وتحديدا إلى مدينة الناظور .
4 - الزجل : تسع شواعر مغربيات نشرن مجموعات زجلية وهن : حفيظة غويلة – زهرة زرييق – نعيمة الحمداوي – فاطمة بلخيري-فاطمة مستعد-سلوى بنعزوز-نهاد بنعكيدة- الرحومة فاطمة شبشوب- نصيرة عبد المومني .
- مجموعة زجلية واحدة تنتمي إلى الجهة الشرقية وتحديدا مدينة وجدة وهي :
الصوت المكتوم- نصيرة عبد المومني- منشورات جريدة الأفاق-مراكش -1998 .
- للإشارة فإن عدد المجموعات الزجلية بالجهة الشرقية – ذكورا وإناثا - لا يتعدى أربع مجموعات .
5 – الشعر المكتوب بالإنجليزية : شاعرة واحدة من مدينة وجدة هي حياة دين .
* البدايات من حيث اللغة : - الفرنسية أولا – العربية ثانيا – الزجل والأمازيغية ثالثا – الإنجليزية رابعا :
- تسجل الحصيلة صدور أول مجموعة شعرية نسائية وكانت بالفرنسية لفاطمة جعفر وكان ذلك سنة 1990 .
- تأتي بعد خمس سنوات أول مجموعة شعرية بالعربية وهي (زمن الانتظار) لفاطمة عبد الحق.
- بعد ثلاث سنوات تصدر أول وآخر مجموعة زجلية وهي (الصوت المكتوم ) . وأول مجموعة أمازيغية وهي (غاد أخفي ترزود) (ستبحث عني ) لعائشة بوسنينة .
* تتوزع شواعر الجهة الشرقية على ثلاث مدن كبرى هي :
- الناظور(07) : حبيبة الخلفي – رشيدة مراقي - نزهة الذهبي – نزيهة الزروالي –فاظمة الورياشي- عائشة بوسنينة – نرجس الخضر.
-وجدة (06): فاطمة عبد الحق - بشرى الأنصاري – فاطمة جعفر – فوزية دندان – نصيرة عبد المومني - حياة دين .
-جرادة (01): حليمة الإسماعيلي .
استنتاجات عامة :
• عدد الشواعر اللائي نشرن مجموعات شعرية هو خمس عشرة شاعرة وهو عدد ضعيف مقارنة بعدد شواعر المغرب (ما يزيد على مائة ) . وضمن هذا العدد يرتب شواعر العربية أولا فالأمازيغية والفرنسية ثانيا فالزجل والإنجليزية أخيرا .
• هذا العدد مهم على مستوى الأجناس الأدبية الأخرى إذ يحتل الشعر الرتبة الأولى في الجهة متبوعا بالرواية (03) : (حليمة الإسماعيلي – السعدية السلايلي – أنيسة بلفقيه) . ومتبوعا القصة القصيرة (02) ( فاطمة بوزيان – بديعة بنمراح ) –– المسرح (1) ( على المستوى الوطني ).
• شواعر الجهة الشرقية كشفن عن أسمائهن دون خفية أو تقية أو تستر على العكس من بعض شواعر المغرب (أم سلمى-أم سناء – أم الفضل ..).
• ينتمي أغلبهن إلى حقل التعليم أو الصحافة .
• ينتمين إلى ثلاث مدن كبرى هي الناظور ووجدة وجرادة .
• مجالات الإبداع عندهن أخلصت للشعر باستثناء ثلاثة اسماء همي حليمة الإسماعيلي وعائشة بوسنينة ورشيدة مراقي اللواتي جمعن بين الشعر والكتابة السردية .
• أخلصت الشواعر المذكورات للغة إبداعية واحدة باستثناء رشيدة مراقي التي نشرت مجموعتين واحدة بالعربية والأخرى بالأمازيغية .
• عدد الإصدارات الشعرية النسائية المنتمية للجهة الشرقية من المغرب هو عشرون إصدارا.
• توزعت الإصدارات الشعرية النسائية بين خمس لغات حية ومحلية هي : العربية والفرنسية والأمازيغية والزجل والإنجليزية .
• تأخر صدور أول مجموعة شعرية نسائية بالجهة الشرقية إلى سنة 1990 بالنسبة للغة الفرنسية و1995 بالنسبة للغة العربية . "وهذا يعني تخلف الشاعرة الشرقية الكبير عن القافلة الشعرية المغربية تخلفا يبلغ عشرين سنة كاملة " (4) بالنسبة للشعر المكتوب بالعربية .
• طغيان الجانب الذاتي الذي يعكس المعاناة والاضطهاد والقهر:
- فهي لا تزال تشعر بالقهر (الصوت المكتوم) .
- وهي ما تزال تعيش على الانتظار والملل (عنفوان الروتين) -(زمن الانتظار)
- وهي ما تزال ظمآنة للحب والحرية والانعتاق ( العطش)
- – وما تزال مخلصة للحب الأول - (ما أوسع الموت فيك) - (ستبحث عني ) - (اعطني حلمي ) .وما زالت تلوك المر (مشكاة من علقم )
- وما تزال محاولاتها الإبداعية مجروحة (صهيل الحروف الجريحة)
- وهي ما تزال تتلذذ بذاتها وعلى طريقتها (Ma muse à moi )
- والظاهر أن المرأة في الجهة الشرقية من المغرب لم تتحرر من ذاتها لتعانق عوالم خارجية إنسانية أرحب.
• تجربة طرية لم تتعد العقد الواحد ولم يشتد عودها ، ولم تنضج بعد ، ولعل هذه الطراوة وكذا عدم نضج التجربة هو الذي جعل :
• خلو اتحاد كتاب المغرب من أس شاعرة بل من أي كاتبة تنتمي للجهة الشرقية .
• خلو الأنطولوجيات التي أنجزت عن الشعر المغربي المعاصر من أي اسم نسائي ينتمي للجهة الشرقية .
• خلو منشورات وزارة الثقافة في إطار الإصدار الأول من أي عمل نسائي ينتمي للجهة.
• عدم فوز أي واحدة منهن بأية جائزة عن عمل منشور باستثناء فاظمة الورياشي التي فازت السنة الفارطة بجائزة المعهد الملكي للأمازيغية عن مجموعة شعرية مخطوطة .
• ترجع أسباب هذا الوضع المتردي لمساهمة المرأة في الحركة الشعرية بالمغرب إلى عوامل أساسية منها :
- تأخر تمدرس المرأة في الجهة الشرقية من المغرب إلى عقود متأخرة (سنوات الستين ).
- تأخر افتتاح الجامعة المغربية بالجهة الشرقية إلى سنة متأخرة (1978) . فكانت أسماء بعض الشواعر من خريجي هذه الجامعة وثمرتها .
- "انعزال الجهة الشرقية الإقليمي إبان سنوات السبعين عن الجهات المغربية الأخرى بسبب التقسيم الإداري الذي أعطى الأولوية لتنمية الأقاليم الغربية في تهميش شبه كلي للأقاليم الشرقية مما أدى إلى توسيع الفوارق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية بين الجهة الغربية ..والجهة الشرقية التي شملت مدينة وجدة والمدن الفقيرة المجاورة .
- عدم تهيئ الجهة الشرقية للتقدم الحضاري الحاصل في مغرب سنوات السبعين المحكوم بسلطة الأعراف والتقاليد ، وتخوف قاطنيها من فكرة (المجتمع المدني) التي كانت تعني عند كثيرهم التخلي المطلق عن التراث والأصول بما في ذلك الدين والأخلاق وهو ما نتج عنه تمسك متأخر ببعض المظاهر الاجتماعية والحضارية إلى سنوات قريبة تمتد في بعضها إلى الفترة الراهنة " (5) .
• قدمت الإصدارات الشعرية النسائية بالجهة الشرقية – رغم تواضعها من ناحية العدد – خدمة كبيرة للتراكم الشعري بالجهة الشرقية بأن نفى عن خصوصيته – في المرحلة التنموية – وصف الاستبداد الذكوري وجعل منه تراكما مخصبا ملحق إياه بالتراكم الشعري المغربي في خصوصيته المؤالفة بين الجنسين( 6) .
• التنبؤ بارتفاع مساهمة المرأة المبدعة عموما في الحركة الشعرية وهو ما يوحي به ارتفاع وتيرة النشر في السنوات الأخيرة وذلك بسبب :
- ارتفاع نسبة التعليم لدى المرأة .
- تأسيس جامعات جديدة بالجهة .
- ارتفاع نسبة النمو لدى الإناث في المغرب عموما .
• نسبية النتائج التي توصلت إليها فقد نفاجأ بظهور مجموعات غائبة عن الإحصاء .وهذه هي طبيعة الإحصاء وطبيعة العلوم الإنسانية على العموم .
الهوامش :
- الكتابة والمرأة – حسن المودن – أفروديت –ع 2 – 2004 – ص : 44 .
2 – راجع هذه المواقف ضمن كتاب الأنثى والكتابة – أفروديت –ع 2 – 2004 .
3 – راجع الكتابة النسائية بالمغرب : دراسات وبيبليوغرافيا – الجمعية المغربية للتنسيق بين الباحثين في الآداب المغاربية والمقارنة -2001 .
4- الخصوصيات الفكرية والفنية عند شعراء الجهة الشرقية – محمد زروقي – أطروحة لنيل الدكتوراه – مرقونة بكلية الآداب بوجدة – ص 507 .
5 - المرجع نفسه – ص : 507 .
6 - المرجع نفسه – ص : 509 .
د. محمد قاسمي
© 2008 مجلة الفوانيس[/bor]
|
|
|
|