[د ثروت عكاشة السنوسي]

أخي الراقي صاحب القلم المميز والفكر البائن| ع الكريم سمعون
أثرت موضوعا شائكا يا صديقي، فمن يكتب شيئا كالوهم بلا معنى يكون شعرا منثورا، ومن لا يعرف ماذا يكون الشعر يسمونه شاعر نثر، ومن لا يدرك ماهية الوزن والقافية وأصول الشعر يتجه ليكتب شعر النثر..
كنت أعد بحثاً عن قصيدة النثر سيدي، وقررت أن أنشره هنا ، ولكن للأسف لم أجد ما أصبو إليه وخاصة أن مناقشة هذا البحث بالجامعة أثارت الكثير من الجدل الموضوعي وغير الموضوعي، حيث هناك كلاما يسميه أصحابه قصائد نثر وهو لا يمت للشعر بصلة، خالٍ من الصورة الشعرية الجميلة وموضوعه عبارة عن هرطقات لا علاقة لها بالواقع أو باللغة ، بلا معنى .. يشتت القاريء ويصيبه بدوار وغثيان وما أكثر ما تقرأه ولا تستطيع فهمه.. وتلك هي مشكلة قصيدة النثر سيدي.. أن كل من هب ودب ولا يدرك مفهوم الشعر يقول عن نفسه أنه شاعر نثر ، وللأسف يجد من يؤكد له ذلك..
وكذلك من ينعته بالشاعر الرائع فلان ، من رواد قصيدة النثر.. ويجد من يدعوه للمؤتمرات العربية بل والعالمية كنوع من المجاملات الصارخة التي نراها ، وكم التقينا يا صديقي في العديد من المؤتمرات الداخلية والخارجية بمثل هؤلاء..
قصيدة النثر سيدي أقحموها في جهنم، وسيظل الحوار والخلاف حولها أبد الدهر..
فهي لابد وأن تتفق ومبادئ الشعر في الصورة الشعرية الجميلة والمعنى الرائع وتظهر القدرة التصويرية للشاعر ، ويمتلك اللغة الحية والمقدرة على الوصول للقلوب والمشاعر ، وكذا لابد لها من البعد عن التشتت بالكتابة في وحدة الموضوع، وحسن اختيار الألفاظ المناسبة البعيدة عن اللامعقولية الشعرية..
وأدعو هنا يا صديقي أن نحترم ما نكتب لنصبح جديرين بالانضمام لقافلة الشعراء الجادين في مجالات الشعر وأفرعه المتعددة..
عذرا للإطالة يا صاحبي فقد نكشت الجرح بقوة وللأسف لن تجد مستمع ولا مشارك إلاّ القليل من البشر..
مودتي لك وعظيم امتناني
د| ثروت عكاشة السنوسي