[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
الأخت الغالية والزجالة الجميلة الأستاذة ناجية تحياتي
سعيدة بمداخلتك منذ فترة لم نلتق، أرجو أن تكوني والأسرة بأفضل حال ، أضم صوتي لصوتك راجية من الله سبحانه أن يصون لغتنا العربية ويحميها لأنها أساس ديننا وصلاتنا وكرامتنا وهويتنا وأخوتنا
بالنسبة للغات الأخرى فنحن الذين نعيش في بلاد المهجر ونستعمل اللغات الغربية يومياً في مختلف شؤون حياتنا حين نذهب في إجازة إلى وطننا العربي نستغرب مفردات الناس وكثرة تطعيم عباراتهم وجملهم بمفردات إنكليزية وفرنسية، أو لنقل كانت فرنسية وتحولت بعد سقوط العراق إلى إنكليزية، نحدثهم بالعربية ويردون علينا بمفردات غربية! أنا أعيش في المقاطعة الفرنسية الوحيدة في كندا بين باقي المحافظات الإنكليزية، تجد الفرنسي " الكيبيكوا" لو تحدث إليه أحد بالانكليزية لا يرد إلا بالفرنسية وأحيانا يدعي عدم معرفتها على الرغم من أن غالبيتهم يتقنون الإنكليزية بصورة ممتازة، لكنه التمسك والتعصب للغتهم وحفاظاً عليها والبعض منهم يكون عدائيا مع من يحدثه بالانكليزية، ولهذا السبب يطالبون بفصل مقاطعة كيبيك واستقلالها عن كندا خوفاً على لغتهم وقوميتهم الفرنسية، في حين يفتخر الناس في بلادنا بأن أولادهم يتحدثون اللغات الغربية بطلاقة بل ويتفاخرون بضعف أولادهم بالعربية!!
عودة إلى تاريخ الانتداب فالمشكلة بدأت مع العائلات الإقطاعية ذات الثراء الفاحش والتي تعودت الترفع عن الشعب باستعمال لغة الاستعمار واعتبار لغة الشعب لغة شعبية وأخذت هذه القاعدة الفاسدة المدسوسة تمتد وتؤثر بالنفوس فبات كل من يحب التظاهر والترفع يعلم أولاده لغات الغرب وساهمت الإرساليات الأجنبية في تكريس هذا وبات في مفهوم الناس لغة الاستعمار تعني القوة والرفعة والتحضر بينما لغة الآباء والأجداد تمثل العكس مع أنها ليست أي لغة، يكفيها أن تكون لغة الدين وفجر الحضارة الإنسانية.
للأسف هذه السطحية المريضة كانت حكراً على فئة قليلة واليوم تفشت بطريقة مأساوية فعلاً، وهذا معروف في الغرب ويناقش وتجرى عليه دراسات بشكل دائم ، ويصف الغربيون شعوب العالم الثالث بأن الفئة المتحضرة هي التي تنفصل عن هويتها الوطنية وترتدي القناع الغربي في المظهر العام واللغة والرغبة الغريبة في حب المظاهر إلى حد التمثيل والتصنع طوال الوقت يقلدها معظم فئات الشعب في المدن كل بقدر ما يستطيع وينجح !!
للأسف بهذه الضحالة يروننا وبهذا القدر من السطحية وضعنا أنفسنا!!
تخلينا عن جوهرنا واستبدلناه بالقشور فباتت مجتمعاتنا المقلدة هذه مثل الغراب الذي حاول أن يقلد الطاووس فلا ظل غرابا ولا بات طاووساً وتحول إلى مجرد مهرج، مع استبدال المثل في الغراب والطاووس، لأن العربي بلغته وقيمه وإنسانية حضارته وديانته هو الطاووس الذي أُعجب بالغراب وتخلى عن ريشه البديع
أشكرك غاليتي جزيل الشكر مع أعمق آيات مودتي واحترامي
هدى الخطيب
[/align][/cell][/table1][/align]