08 / 10 / 2010, 41 : 05 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
أديبة مترجمة من وإلى الإنكليزية
|
رد: ترجمة "حوار صامت" للأديبة زاهية بنت البحر إلى الإنجليزية - منى هلال
وإليكم الأصل بالعربية
هي
نظرةً ثانية أرميك بها وأنت تكلمها هاتفيًا ..أتراها تعرف بأنني قربك أسمعماتقوله لها من كلام أجيد تفسيره، ولو كان لغزًا محيرًا.. كنتَ تكلمنيهاتفيًا بنفس الطريقة من قرب أمك قبل أن نتزوج، وكنت أفهم ماترمي إليهببساطة لتكراره كلما كنتَ في البيت مع أهلك ..كان حبًا جارفًا يوم تعاهدقلبانا عليه، ورغم كل المصاعب التي وقفت في طريقنا فقد تزوجنا، وسعدنامعًا ردحًا من الزمن ..أحببتك بكل ذرة في كياني، وكنتَ كذلك..في عينيكالخضراوين كانت حياتي تزهر أجمل الأماني، وأعظم الآمال..أحاول قطفها كلماتفتحت منها وردة جورية ..أحملها بحنان، وأضعها في مزهرية حبنا ..ياااه كانزمنًا مخمليًا ضمنا معًا في بيتٍ صغير مالبث أن امتلأ بصغارنا عصافيرالجنة..ماأجملهم بعيونهم البنية والخضراء والسود والعسلية ..تعذبتُبتربيتهم، ولكن عذاب سعادة كان ..كلمة ماما كانت ترتمي بأحضان قلبيبأطنان السعادة، فتحملني إلى أجواء بديعة لايعرفها إلا أصحاب القلوبالعاشقة للحب ..المترفة بنبضات المودة ..المستكينة لصدر الرحمة بأنفاسالدفء، ولمسات الحنان..تضع السماعة وابتسامة فوق شفتيك سحرتني حدَّ التقزمعهدًا سابقا.. مابالك تمسك ابتسامتك عندما التقت عيوننا؟ أتخاف أن أظنهالي؟ لا لن أفعل ذلك، فقد مضى وقتها بالنسبة لي، وحلَّ مكانها بين عينيكعقدة أكرهها لا تفارق مبسطها مادمتَ في البيت ..أذكر عندما ولدتُ ابنيالبكر.. كان جميلا.. ولكنه كان مقطبًا ,فرحتُ أفرد مكان العقدة بأصابع يديالمرتجفة، وأنت وأمك تضحكان مما أفعل..هاأنت الآن تضع العطر فوق ذقنك وحولعنقك استعدادًا للخروج من البيت ..أنظر إليك ببرود، وصورٌ من الماضيتقتحم ذاكرتي ..لن أدعك تراها ستظل سجينة رأسي الذي أتعبه التفكير بك ..اذهب حيثما شئت ولمن شئت، أمَّا أنا فسأظل هنا في بيتي بين أولاديوبناتي ..أحميهم من الرِّيح إن هبَّت عليهم، ومن الشَّمس إن اشتدَّوهجها، ومن الليل إن جنَّ بهيمه..أسمع صوت إغلاق الباب وراءك، فأبتسم،وأنهض من مكاني لأحضر لأطفالي طعام الغداء..
هو
بلهاء عيناك الناعستان تقول هذا..كانتا جميلتين يومًا ما، أو ربما كنتُأظن ذلك، وأنا غارق في وهم حبِّك، ولكنه كان وهمًا رائعًا رغم أن الحقيقةاليوم مروِّعة ..الحقيقة أيتها الغبية أنك رفستِ النعمة برجلك، فوقعتِ بشرأعمالك ..هجرتك عاطفيًا علَّك تذوبين شوقًا لأيامٍ خلت..أدري ماتقوله ليعيناك، ولكنها تكذب عليك، فأنا أفهمها أكثر منك ..ورغم ذلك سأظل أنظرإليك دون اكتراث ..أحرمك ابتسامتي التي كنتِ تعشقينها، ومازلتِ رغم ادعائكالكراهية لي بتصنعك المقزز هذا ..غبية وستظلين غبية ..تظنين أنني أتكلم معامرأة أحبها.. أعرف ذلك ..عادتك السيئة هذه أفسدت عليك حياتك جعلت الشكقاسم حياتنا المشترك ..لو كنت أحب أخرى فما يمنعني من الزواج بها ..أنتلا تستطيعين فعل شيء، فقط عيون باهتة النظرات معلقة بالفراغ..انظري إلىالمرآة هل تعجبك هذه المرأة التي تقف داخلها؟ أنا لا تعجبني لأنها مهملة ..سيئة الظن ..لا تعرف صالحها من طالحها ..يا لنظراتك السخيفة ..ليتك تخرجينمن الغرفة ..أعلم أنك تتعذبين، وأنا أتكلم مع إحدى عميلات مكتبي ..لنأخبرك من تكون ..اجتهدي بتفسير كلامي كما تشائين ..عادة سيئة دخلتِ بهاحياتي منذ أيام زواجنا الأولى، ومازلت تنحازين إليها أكثر من انحيازكللعقل ..ما بال عينيك تلمعان، وأنا أنهي مخابرتي الهاتفية ..ستزداد غيرتكعندما أضع عطري المفضل وأغلق الباب ورائي ..ياااه الحمد لله خرجتُ منالبيت، وبقيت أنت تصارعين عفاريت أفكارك الخادعة التي ستخرب بيتك ذات يوم،,ولو بلغ عدد أولادنا المئة.
بنتهما
أعرف أنكما لا تقصدانِ إيلامي، وأنا أراكما كل يوم على هذه الحال من الصمتالمقيت بينكما ..ليتني أستطيع اختراق رأسيكما اليابسين، وقراءة مايدورفيهما من حوار الصمت المبهم ..بل ليتكما تخترقان لمرة واحدة رأسي الصغير،وتقرآن مافيه من مذكرات لاتسرُّ عدوًا ولاحبيبًا..لقد تسببتما بتشتت فكريوانسلاخي عاطفيًا عنكما ..لاتستغربا ذلك، فأنا أعيش بلا قلب منذ أنأحرقتما أحاسيسي في حمأة صراعاتكما الدائمة التي يشتد لظاها لأتفه الأسباب ..أتظنان أن الحياة في بيت الأسرة هي طعام وشراب وكساء؟ أشكرك ياسيديفأنت تعمل ليلًاونهارًا لتوفر لنا حياة رفاهٍ يحسدنا عليها الكثيرون، وأشكرك ياسيدتي على أنك تطبخين لنا كل يوم ألذ وأشهى المأكولات التيتزيدنا بدانة وكسلًا..تختارين ثيابنا من أحدث صرعات الموضة وأغلاها ثمنالترهقيه بميزانية فوق طاقته المادية، فيظلُّ يلهث وراء كسب المال منشغلاعن التفكير بامرأة أخرى تجعله سعيدًا..الحياة ليست طعامًا أو لباسًا، ولامسكنًا فخمًا، ولاسيارة طولها عدة أمتار..ليتكما قبل أن تتزوجا دخلتمادورة تدريبية لدراسة أصول الحياة العائلية السعيدة ..ليتكما تعلمتما كيفيةتربية الأولاد تربية صالحة قبل أن يتخرجوا من بيت محطَّم عاطفياً،فيدخلون المجتمع عاهاتٍ مؤذية،فتزيده خرابًا ..لن أسامحكما أبدًاعلى ماألقيتما في قلبي من آلام ..بسببكما تعلقت بأستاذي وها أناذي أقطف ثمارعملي حرقة ووجعا ..من سأخبر منكما أنه لن يتزوجني لأني كما يقول أصغرهبثلاثين سنة؟ ياله من كاذب مخادع ..ماذا سأفعل بهذا القلب الذي ينوح فيصدري، فلايجد أنيسًا يقاسمه همومه؟ مازلت صغيرة كما تقولان لمن يأتيلخطبتي ..هل أنا حقًا صغيرة وعمري عشرون عامًا؟! أم أنكما لاترياني وقداكتسيتُ شبابًا وجمالا ..هكذا قال لي سميح زميلي في الجامعة، وهو يعترف ليبحبه ..اعتذرت منه لتعلق قلبي بأستاذي الذي تقدمت به السن ..أحببته رجلاكاملا طمعًا بتعويضي شيئًا من حنان الأب والأم، ولكنه كان وغدًا رفضالزواج بي بعد عامين من انطلاق شرارة الحب بيننا.. بالله عليكما كفَّا عنالمراوغة بالنظرات التي تقطِّعني ..أراكما ممثلين بارعي التمثيل تؤدياندوريكما بنجاح، كماأؤدي دوري بنجاح، والنار تجري تحت بساطِكما وأنتمالاتشعران..
بقلم
زاهية بنت البحر
|
|
|
|