عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 02 / 2008, 03 : 02 PM   رقم المشاركة : [27]
تيسير محي الدين الكوجك
ضيف
 


بدايات الإساءة إلى شخصية رسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم) ح2

فترة بدأ الدعوة الإسلامية


استخدم المشركين من أهل مكة العديد من الأساليب لمحاربة الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) و الطعن في شخصيته ، ومن هذه الأساليب الاستهزاء والتكذيب والتضحيك‏ ، وإثارة الشبهات وتكثيف الدعايات حيث وصفه البعض بأنه مصاب بنوع من الجنون، وأحيانا قالوا‏ :‏ "إن له جنًا أو شيطانًا يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان" ‏، وكانوا يعملون للحيلولة بين الناس وبين سماعهم للآيات القرآنية التي نزلت ، وعندما وجدوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعًا في إحباط الدعوة الإسلامية استشاروا فيما بينهم ، وقرروا القيام بتعذيب المسلمين وفتنتهم عن دينهم ، فأخذ رئيس كل قبيلة يعذب من دان من قبيلته بالإسلام وقام البعض بالتطاول على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وضربه عدة مرات وكانت هناك عدة محاولات لاغتياله.
وفي بداية الدعوة بعدما أنزل الله أمره للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بقوله: {213} وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ {214}بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى بني عبد المطلب ليحضروا ، فلما أخبرهم بما أنزل الله عليه قال له أبو لهب : تباً لك ، ألهذا جمعتنا وأخذ حجراً ليرميه به ، وقال له : ما رأيت أحداً قط جاء بني أبيه وقومه بأشرّ ما جئتهم به ، فسكت رسول الله صلوات الله عليه ولم يتكلم في ذلك المجلس ، ويعتبر أبي لهب و زوجته أروى بنت حرب (حمالة الحطب) من المجاهرين بالظلم والإساءة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكل من آمن به ، وقد نزلت فيهما سورة المسَد.
كذلك أيضاً ما حدّث به عبد الله بن مسعود قال : «كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المسجد وهو يصلي، وقد نحر جزور وبقي فرثه أي"روثه" في كرشه. فقال أبو جهل: ألا رجل يقوم إلى هذا القذر يلقيه على محمد» صلوات الله عليه.. وقام عقبة بن أبي معيط. وجاء بذلك الفرث، فألقاه على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)وهو ساجد فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض من شدة الضحك. حتى جاءت فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وسلم)رضي الله عنها وألقته عنه.
ومنهم أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ، كان إذا رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) همزه ولمزه ، فأنزل الله فيه : {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1}. وقد مشى أبي بن خلف إلى رسول الله صلوات الله عليه بعظم بال قد ارْفتَّ ، فقال : يا محمد ، أنت تزعم أن الله يبعث هذا بعد ما أرمّ ، ثم فتَّه في يده ، ثم نفخه في الريح نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال رسول الله صلوات الله عليه : نعم ، أنا أقول ذلك ، يبعثه الله وإياك بعدما تكونان هكذا ، ثم يدخلك الله النار . فأنزل الله فيه : {77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79}.
ومنهم أبن الزبعري الذي كان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أشعر الناس، والعاص بن وائل والوليد بن المغيرة.


( يـتـبـع ) ..
  رد مع اقتباس