إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/13.gif');border:4px groove burlywood;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]كان هناك إبريق شاي فخور بما يملك: ببُلبلته ،بقبضته ،بالفخار الذي صنع منه.
كان يتحدث عن بلبلته و عن قبضته و يتحاشى الحديث عن غطائه الذي انكسر.
كان ذلك نقصا وعيبا فيه والمرء كما جرت العادة لا يتحدث عن عيوبه ونقاط ضعفه.
الأكواب و إناء السكر وكل قطع طقم الشاي الأخرى كانت و لاشك منتبهة لغطائه المكسور ومما لاشك فيه أيضا أنها كانت تتحدث عنه لكن إبريق الشاي بثقة عالية كان يقول :' أنا أعرف عيوبي وأعترف بها وهنا يكمن تواضعي .لاأحد يخلو من النقائص لكن المزايا تستحق الذكر أيضا.
الفناجين لها أياد و إناء السكر له غطاء وأنا لي الاثنين و أكثر من ذلك أنا أملك بُلْبُلة تجعلني ملك الطاولة بلا منازع .
يخدم إناء السكر وقدح الحليب المذاق بأناقة لكني أبقى الساقي الكريم الذي يوزع بركته على العطاشى والذي تعطي أوراق الشاي في جوفه نكهتها للماء المغلي الصليف .'
في يوم من الأيام وهو يتوسط الطاولة المغطاة امتدت له يد مرتبكة أسقطته.
انكسرت بلبلته و يده وعن غطائه لن نقول شيئا فلطالما تحدثنا عن الغطاء .
كان إبريق الشاي ملقى على الأرض كالمغمى عليه و الماء المغلي يتدفق منه .
كان حدثا قاسيا بالنسبة له و الأقسى أن الآخرين كانوا يسخرون منه و لاأحد سخر من تلك اليد المرتبكة التي كانت السبب فيما جرى له.
قال الإبريق لاحقا وهو يتذكر حياته الماضية بينه وبين نفسه: 'لن أنْسَى أبدا ماجرى ، لقد لقبت بالمُقْعَد و أحلت إلى الركن و في اليوم الموالي مُنِحت لامرأة تطوف على البيوت لتتسول دهنا.
وجدت نفسي في نهاية المطاف وسط الفقر والبؤس وكبلني الصمت من الداخل و الخارج.
يكون المرءفي حال و ينقلب لحال آخر لكن من مكاني الجديد بدأت حياتي الأفضل.
لقد وُضِع َالتراب بداخلي و هذا أمر يعادل الدفن بالنسبة لإبريق الشاي لكن داخل التراب وضعت بصيلة زهرة.
من أين جاءت لاأدري و من منحها لاأدري لكنها كانت تعويضا عن بلبلتي و عن يدي وعن الماء المغلي وأوراق الشاي.
كانت البصيلة في التربة و في جوفي ،صارت قلبي : قلبي الحي و لم أكن امتلكت قلبا من قبل.
صارت بداخلي حياة وطاقة وصار لي نبض.
البصيلة أطلقت برعما كان يكاد ينطق بأفكار وأحاسيس تفَجَّرَت كلها وكل الجمال والروعة في زهرة.
كنت أراها و أحملها وأنسى نفسي في جمالها ولعمري إنها نعمة أن ينسى المرء نفسه في حُسن غيره.
لم تكن هي تشكرني أو تفكر بي و هي تُمْدَح و تلاقى الإعجاب لكني كنت سعيدا بها ولاعجب أن يكون ذاك حالها بنفسها وأكثر.
في يوم من الأيام سمعت أنها تستحق وعاء أفضل مني .
تم كسري إلى نصفين و كان ذلك مؤلما جدا .
نقلت الزهرة إلى وعاء أجمل ورُمِيت أنا في ساحة ,لازلت أقبع فيها كشقف عتيق, لكنني لازلت أحمل الذكرى التي لايستطيع أحد أخذها مني ولاحرماني منها '.
Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|