تحية طيبة أيها الاب الروحي والكبير كما عرفته وعرفه الجميع .. حسن ابراهيم سمعون
أشكر لك ـ سيدي ـ مرورك المتمعن ، والمتفحص ، والمتفهم للقصة .
هذه القصة بعضها حقيقي معاش ، حيث أصبح واقعا لا مفرّ منه ، وبعضها قد استعملت فيه خيالي في معالجته ، وأعتقد أنك لاحظتَ ـ من خلال هذه القصة والقصة السابقة التي تكرمت وقرأتها ـ جنوحي الى الخيال قليلا ، ولعل هذا المزج بين الواقع والخيال هو مذهبي في ما أريد أن أكتب . أحب أن أوصل فكرتي الى الآخر، عبر مركب الخيال ، وأحاول جهدي أن أجعله أقرب الى الواقع .
أحب أن أعالج ما أراه داء ، مستعملا دواء أبتاعه من عالم الخيال، فالكتابة ـ وهذا رأيي ولا ألزم أحدا به ـ الخالية من عنصر لاواقعي ، لا أراها تنجح ، أو سألطف وأقول .. لا أرها تستطيع قول كلمتها الماضية.
فمثلا .. ان أردنا أن نكتب عن العدالة ، وثمراتها ، وكيفية تطبيقها ـ من وجهة نظرنا ـ وعن ذاك العالم القريب الى المثالية الذي نحلم به، الخالي من تسلط السياسيين ، وقهر الظالمين ، فمن ذاك الكاتب الذي يستطيع أن يكتب عن هذا العالم إن لم يطلق لخياله الجامح العنان ، ويرسله عابرا للحدود والمسافات .. حتى الزمن .
أستاذي ... أما عن نهاية القصة ، فأردت أن أبين إلى ما ماذا توصل العقول المتحجرة ، والفهوم القاصرة ، والقلوب العمياء ، التي لا ترى إلا ببصرها ، مشوهة بذلك الحقيقة والدين، وأما ما أراه كحل لمشكلة الزواج من غير دين ؛ فقد أطرحه في مكان آخر, واخترت أن تكون بدايتي كما قرأتَ ، لتكون كصعقة تنبه الغافلين لما بعدها .
ـ و لكن يبدو ـ أيها الأب الروحي ـ أنّي سأهجرُ القلم قبل أن يبوح بكلّ ما لديه .
لك مني ألف سلام .. أيها الكبير