21 / 10 / 2010, 31 : 05 AM
|
رقم المشاركة : [4]
|
أديبة مترجمة من وإلى الإنكليزية
|
رد: ثقافة القهر وعزلة المجتمع المصري
اسمح لي أخي عبد الحافظ أن أختلف معك في الرأي فيما قلته هنا:
أما عن الاقباط فلا شك في أن ثمة بينهم مشاعر إحباط ومرارة خاصة مع تصاعد المد الإسلامي ، وإحساسا بصعوبة قيام علاقات صحية من التعايش الديني مع المسلمين المصريين ستة قرون مع تاريخ مصر المسيحي " هي أطول من تاريخ الولايات المتحدة باسره " يكاد المسلم المصري لا يعرف عنها شيئاً والصحف والمجلات لا منبر فيها لفكر قبطي ، ويكاد الأمر يقتصر على صحيفة واحدة لا يقرؤها غير القبط في حين يبدي أدباء القبط وكتابهم تقصيراً عظيماً في تصوير أحوال طائفتهم ، وطريقة عيشها وتفكيرها ، سواء في الروايات أو المسرحيات أو الأفلام والقبط على أي حال مسئولون مسئولية جسيمة عن سلبيات وضعهم في المجتمع المصري ، وذلك بانطوائهم التقليدي ، وسلبيتهم وحذرهم المشهورين به في العالم كله ، واختيار الكثيرين من أفضل العناصر فيهم وأكثرها ثقافة وخبرة ومهارة للهجرة من وطنهم دون المجابهة الإيجابية النشطة لما يجري فيه ، والمساهمة في إيجاد مخرج من ورطتهم ومساعدة الحكومة بإقتراحاتهم على تعزيز التعايش الديني بين الطائفتين ، فمواقفهم لا تتعدى في الأغلب ردود الفعل إزاء ما يحدث ، أما بالهجرة إلى الخارج أو الشكوى والتبرم في مجالسهم الخاصة ، أو الصبر على مضض ، أو الثأر مما يلحق بهم ، أما التخطيط لإنقاذ الوحدة الوطنية فيكادون لا يعرفونه ، وأما بصدد حقهم في المواطنة والمساواة الكاملة في قطر لهم فيه ما للمسلمين ، فإن مثقفيهم وقادتهم يكتفون بأن يرددوا في المحافل العامة ما لا يؤمنون به ولا يؤمن به أحد ، من أن كل شئ على ما يرام ، وليس بالإمكان أبدع مما كان ، وأن جهود أعداء مصر في الداخل والخارج من أجل التفرقة قد فشلت
فلربما لم يتطرق إلى سمعك قصة "كاميليا شحاته"، السيدة المصرية التي دخلت في الإسلام بكامل قواها العقلية وما كان رد فعل السلطات الحاكمة إلا أن سلمتها في ساحة الأزهر إلى الكنيسة القبطية لتنال من التعذيب والقهر ما تنال حتى ترجع عن إسلاميتها وتعود إلى قبطيتها.
والقضية مازالت قائمة، واختفت كاميليا ولا يعرف الكثيرون ما إذا كانت حية أو ميته.
سأورد موضوعًا خاصًا بقصتها في قسم آخر إن شاء الله لكي يعلم القارئ مدى الغي الذي يسود ويعربد في الأراضي المصرية الآن.
لقد اختلف الوضع اختلافًا شاسعًا في الأونة الأخيرة وقد أصبح للأقباط ما يزيد عن ضعف الحقوق التي يتمتع بها المسلمون في مصر تحت مسمع ومرأى السلطة الحاكمة، كل ذلك خشية منها أن تـُتهم بالطائفية وهدم ما يسمى بالوحدة الوطنية.
الأقباط يا سيدي أصبح لهم قوة لا تقهر في مصر وأصبح المواطن العادي منهم يحمل السلاح الحي للدفاع عن نفسه ولا يتورع عن استخدامه ضد أي مسلم.
المسلمون اليوم هم الذين ينادون بالمساواة في المعاملة مع الأقباط، ففي حين أخذت قضية "كاميليا" ما أخذت من هذه التطورات، لو تكرر الأمر بالنسبة للمسلم الذي ينسلخ عن دينه ويعتنق المسيحية لا نجد كل هذه الثورة التي أثارتها قضية "كاميليا".
أنا لا ألقي باللوم على الأقباط في هذه القضية ولكن الجهة التي يجب أن تلام هي القوة الحاكمة التي سمحت لهذا الأمر أن يتسيب وأن يقوى عضد المتطرفين منهم -
لقد انفك زمام الأمر الآن أو يكاد بسبب انعدام الحكمة في التعامل مع الأمر ولا الأخذ على يد الجاني الحقيقي وهذا بسبب خوف الحكومة والسلطة من رد فعل أولياء النعمة وهم كثر.
إنه حديث ذو شجون يا سيدي ولقد لمست الوتر الحساس -
لكن السرد الذي تقدمت به لابد من تحديثه لكي يتماشى مع الأحداث الجارية في مصر.
تقبل تحياتي
وأعتذر على الإطالة
برجاء الاطلاع على الرابط التالي:
http://www.nooreladab.com/vb/showthr...2621#post92621
|
|
|
|