01 / 03 / 2008, 19 : 05 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
شاعر نور أدبي
|
أين المفرُّ يا غزة ؟ بقلم : ميساء البشيتي
[frame="4 98"]
[frame="4 98"]
أين المفرُّ يا غزة ؟
أين المفرُّ يا غزة ؟ أين المفرُّ ؟ النار شبت في أذيال ثوبك وحممها انتشرت في سطح المدى ،
أين المفرُّ؟
من جدار إلى جدار ترتطمين ، وما أعلاها من حولك الجدر ، لا تصرخي غزة اكتمي الصرخة فهذا المدى الخانق كاتم للصوت وللأنفاس .
بالأمس كنا صحبة ورفاقا ً، نجلس سوية على باب المدينة ، نحتسي كؤوس الشاي المعتق بالسهر. أين هم صحبتي اليوم ؟ أين هم الرفاق ؟ لا أرى سوى كؤوس ٍ من الحنظل يتجرعها أطفال المدينة والجياع .
كانوا هنا افترشوا هذه الأرض الطاهرة ، شيدوا لهم القصور وحصنوا القلاع ، انطلقت من بندقية جوفاء طلقة بالهواء ، ففروا ، إلى أين ؟ أين هم ؟ إلى رام الله المفرُّ.
دكت أنوفهم غزة ففروا إلى رام الله ونعم المَفرُّ، جروا وراءهم خيبتهم وذيول القهقرى، دكت أنوفهم غزة فهشموا أنوف أطفالها وكتموا صراخ الرضع ووقفوا في جلسة طويلة من الصمت علّ غزة تركع ، وتدعوهم وتتوسل رجوعهم وتبكي تحت أقدامهم وتتضرع ، فأين المفرُّ؟
لا ترفع النظارة عن عينيك ، لا تحاول أن تستجمع بصرك ، لا تحاول أن ترى ، فدخان الحرائق غيّر المعالم ، محا المكان ، ماذا تحاول أن ترى ؟
لا تضرب كفا ً بكف ، فأنت أول من لطم غزة على خديّها وانهال عليها بالصفعات.
لا تفرك رأسك وتحك شعيرات المشيب فغزة تحترق ورام الله تنتظر، فإلى أين المفرُّ ؟
نيوب المفترس إن جاعت لا تفرق بين لحم الكتف ولحم الظهر، إن لم تذهب إليهم في غزة هم قادمون إليك في حصنك لا مفرُّ.
[/frame][/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|